وجهت مجموعة تضم أكثر من 100 مانح للحزب الديمقراطي رسالةً هذا الأسبوع إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحذره من مغبة أن يزيد “دعمه غير المشروط” للحرب الإسرائيلية على غزة من احتمالات خسارته للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتذكر الرسالة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية في غزة والتي قتلت فيها قوات الاحتلال أكثر من 31 ألف فلسطيني فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة المتمثلة في القضاء على حركة حماس الفلسطينية وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وورد في الرسالة: “باعتبارنا مانحين وناشطين فقد خصصنا الكثير من الوقت والمال للمساعدة في زيادة إقبال الناخبين المحتملين لبايدن، خاصة بين الناخبين الشباب والناخبين الملونين”.
لكن الرسالة استدركت بالقول: “والآن يتساءل العديد من هؤلاء الناخبين عما إذا كان الحزب الديمقراطي يشاركهم قيمهم، وإذا بقوا في منازلهم أو صوتوا لمرشح طرف ثالث، فهناك خطر حقيقي للغاية يتمثل في هزيمة الرئيس بايدن في تشرين الثاني/ نوفمبر”.
ومضت الرسالة تقول أن انتخاب دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة سيكون “كارثة لبلدنا” وأن الموقعين “يخشون من أن حرب غزة تزيد من فرص حدوث ذلك”.
وأضافت الرسالة: “بسبب خيبة الأمل لدى جزء مهم من الائتلاف الديمقراطي، فإن حرب غزة تزيد من فرص فوز ترامب”.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن من بين الموقعين على الرسالة العديد من الداعمين الذين قدموا تبرعات بمبالغ كبيرة لحملات بايدن الرئاسية في عامي 2020 و2024 بينهم عدد من الذين تبرعوا أيضاً بأكثر من مليون دولار لحملات بايدن.
وكانت إسرائيل قد بدأت عدوانها على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد تعرضها لهجوم مفاجئ من حماس أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز ما لا يقل عن 240 رهينة جرى نقلهم إلى القطاع.
ورداً على ذلك، أعلنت إسرائيل الحرب، وشنت عملية عسكرية بدأت بحملة قصف عشوائي أعقبها غزو بري لغزة، استشهد فيها حتى اليوم أكثر من 31 ألف فلسطيني، وحاصرت قوات الاحتلال خلالها المستشفيات وهاجمتها، واستهدفت البنية التحتية المدنية الأخرى، بما فيها المدارس والمساجد، وهاجمت العاملين في المجال الطبي.
ومنذ بداية الحرب، أعلن بايدن دعمه الكامل لإسرائيل وقام بزيارتها كأول رئيس أمريكي يزور تل أبيب خلال حروبها.
كما دعا بايدن إلى تقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل بقيمة 14.3 مليار دولار، وتجاوز سلطة الكونجرس لتسريع وصول الأسلحة إليها.
وجاء في رسالة المانحين: “للأسف، قدم الرئيس بايدن ما يبدو أنه دعم غير مشروط للعملية الإسرائيلية حيث توفر إدارة بايدن الأسلحة، بما في ذلك القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي تم استخدامها لتسوية أحياء مدنية بأكملها بالأرض، مما تسبب في خسائر فادحة مع نسبة عالية من النساء والأطفال”.
ويأتي موقف الرئيس على خلاف مع العديد من الناخبين في قاعدته الانتخابية، الذين يفضلون إنهاء الحرب، حيث يؤيد ثلثا الناخبين الأمريكيين وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة، بحسب استطلاع أجرته منظمة “بيانات من أجل التقدم”.
ويعتقد 35% من المشاركين في استطلاع آخر أجرته مؤسسة يوجوف أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وقال الداعمون في رسالتهم: “نطلب من إدارة بايدن تغيير مسارها على الفور، ويجب وضع شروط ومراقبة أي مساعدات عسكرية أو مالية أو دبلوماسية أخرى، ويجب أن تتوقف جميع عمليات القصف والتدمير العشوائية”.
ورغم ذلك، فإنه مازال من غير الواضح ما إذا كانت الرسالة الموجهة إلى بايدن ستثني الرئيس عن تغيير مسار سياسته بشأن غزة.
وقالت رابطة ناخبي الحفاظ على البيئة، وهي منظمة مناخية رائدة، يوم الثلاثاء أنها ستخصص 120 مليون دولار لدعم حملة إعادة انتخاب بايدن الرئاسية، التي تتوقع في الكواليس جمع وإنفاق أكثر من ملياري دولار في أنشطتها.