كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة لومانيتيه اليومية الفرنسية الأربعاء النقاب عن استخدام المغرب أسلحة إسرائيلية في قتل عشرات المدنيين ومن بينهم أطفال في الصحراء الغربية.
ويسيطر المغرب على 80% من مساحة الصحراء الغربية المتنازع عليها، ويقترح خطة للحكم الذاتي تحت سيادته، لكن حركة الاستقلال الصحراوية التابعة لجبهة البوليساريو، والتي تدعمها الجزائر، تطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير على النحو الذي أوصت به الأمم المتحدة.
وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية “منطقة لا تتمتع بالحكم الذاتي”.
وكانت الولايات المتحدة قد اعترفت بالسيادة المغربية على الصحراء في عام 2020 مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل التي اعترفت بدورها بسيادة المغرب على الإقليم العام الماضي.
وخلال عام 2020، أطلقت الرباط عملية عسكرية “لوضع حد للاستفزازات الخطيرة” لجبهة البوليساريو في الإقليم.
ومنذ ما يقرب من أربع سنوات، أبلغ الصحراويون بانتظام عن وقوع اشتباكات، وكثيراً ما يزعمون أنهم ألحقوا خسائر بشرية بالجانب المغربي، لكن السلطات المغربية لم تؤكد ذلك مطلقاً.
ويؤكد الصحراويون أن أراضيهم “تمت مصادرتها وإضرام النار في ممتلكاتهم”.
وقالت لومانيتيه في تقريرها أن المغرب استخدم طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع انطلقت من القاعدة العسكرية في مطار السمارة، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 66 ألف نسمة وتقع تحت السيطرة المغربية في تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الطائرات المسيرة كانت مخصصة للاستطلاع الاستراتيجي وهي من طراز هيرميس 900، وأخرى تكتيكية من طراز هيرميس 450، قادرة على التزود بصواريخ جو-أرض، وقد تم تطوير النموذجين من قبل الشركة المصنعة الإسرائيلية Elbit Systems.
وكانت صحيفة “إنترسبت” قد نشرا في تموز/ يوليو معلومات مماثلة نسبتها إلى فيديريكو بورساري، وهو باحث متخصص في التقنيات غير المأهولة في مركز تحليل السياسات الأوروبي.
وذكرت صحيفة لومانيتي أن “تضييق الخناق على المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو من قبل هذه الطائرات القاتلة أدى إلى إفراغ تلك المناطق من البدو الذين كانوا يعيشون فيها”.
وأضافت أن الطائرات المسيرة تستهدف البشر والحيوانات، حيث قتل 86 صحراوياً بينهم طفلان وأصيب عدد قريب من ذلك في هجماتها عام 2021.
ومنذ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب عام 2020، أبرم البلدان اتفاقيات تعاون، خاصة في مجال الدفاع.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، حظي بيني غانتس الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت باستقبال حار في الرباط التي حل فيها لتوقيع اتفاقية تعاون أمني “غير مسبوقة”.
وبحسب الجانب الإسرائيلي، فقد كانت الاتفاقية تهدف إلى تسهيل حصول المغرب على تقنيات من الصناعة العسكرية الإسرائيلية القوية، وكانت الأولى من نوعها مع دولة عربية.
“بالكاد بضع مئات من البدو ما زالوا صامدين فيما اضطر الآخرون إلى ترك قطعانهم والالتحاق بمخيمات اللاجئين أو العودة إلى موريتانيا”- عبد السلام عمر لَحْسن، رابطة السجناء الصحراويين.
وبموجب مذكرة التفاهم الإسرائيلية-المغربية، يمكن لوزارتي الدفاع والقوات المسلحة في كلا البلدين أيضاً التواصل بشكل مباشر مع بعضهما البعض وتبادل المعلومات، في حين أن هذا النوع من الاتصالات لم يكن ممكناً في السابق إلا من خلال أجهزة الاستخبارات الخاصة بكل منهما.
وخلال عام 2023، أعلن شاي كوهين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، عن افتتاح مصنعين للطائرات بدون طيار في المغرب من قبل شركة Elbit Systems.
وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن أحد الموقعين الصناعيين سيكون في الدار البيضاء دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال عبد السلام عمر لحسن، رئيس جمعية عائلات السجناء والمختفين الصحراويين، للصحيفة الفرنسية، إن “سياسة التطهير العرقي تترسخ تدريجيا”، مقدراً أن ما يقرب من 30 ألف صحراوي نزحوا قسراً خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب القمع المغربي.