شنت إيران مساء السلت هجوماً واسع النطاق على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ باتجاهها، وتم اعتراض معظمها.
ويعد هذا أول هجوم عسكري مباشر لإيران على دولة الاحتلال، وقد جاء رداً على الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا في وقت سابق من هذا الشهر والتي أسفرت عن مقتل سبعة من ضباط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بينهم اثنان من كبار قادته.
وذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأحد أن إيران أبلغت واشنطن أن هجماتها ضد إسرائيل ستكون “محدودة” وفي إطار الدفاع عن النفس، مبيناً أن إيران “لن تتردد” في حماية نفسها من أي “عدوان جديد”.
وبحسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين، فقد تم إطلاق حوالي 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخ كروز و120 صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل، معظمها أطلق من إيران وبعضها من العراق واليمن.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إنه تم اعتراض 99% من التهديدات الجوية.
وأضاف أن أياً من الطائرات الـ 170 لم تصل إلى إسرائيل في حين أسقطت الدفاعات الإسرائيلية 25 صاروخاً من أصل 30.
ووفقاً لهاغاري فإن عدداً قليلاً جداً من الصواريخ الباليستية تجاوز الدفاعات الإسرائيلية، وأصاب قاعدة نيفاتيم الجوية متسبباً في أضرار هيكلية طفيفة للمنشأة، لكن القاعدة الواقعة في الجنوب ما زالت في الخدمة.
وأصيبت فتاة بدوية فلسطينية بجروح خطيرة بعدما أصابت شظية صاروخ باليستي تم اعتراضه منزل عائلتها بالقرب من عراد، في منطقة النقب الجنوبي.
وقال هاجاري: “باستثنائها، على حد علمنا، لم تقع أي إصابات أخرى”.
ويرجح خبير الأسلحة المقيم في الولايات المتحدة جيفري لويس أن تكون الطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران من طراز شاهد الجوال، والتي تحمل حوالي 20 كيلوغراماً من المتفجرات.
ولم يتضح بعد ما هي الصواريخ التي تم استخدامها يوم السبت، لكن إيران تمتلك عدة أنواع من صواريخ كروز في ترسانتها، بما في ذلك صاروخ Kh-55، وهو صاروخ قادر على حمل رؤوس نووية يطلق من الجو ويصل مداه إلى 3000 كيلومتر.
وتمتلك طهران أيضاً صاروخ خالد فرز، وهو صاروخ متطور مضاد للسفن يمكنه حمل 1000 كيلوجرام من الرؤوس الحربية بمدى يصل إلى 300 كيلومتر.
وكتب فابيان هينز، المحلل والباحث العسكري، على موقع X أن صاروخ كروز الذي يرجح أن يكون قد تم استخدامه في الهجوم هو صاروخ Paveh، وهو جزء من عائلة صواريخ كروز سومار.
وأشار هينز إلى أن مدى الصاروخ يبلغ 1650 كيلومتراً وبالتالي فهو قادر على ضرب إسرائيل، لافتاً إلى أن إيران باعت إصدارات مختلفة من هذا الطراز إلى الحوثيين في اليمن وقوات الحشد الشعبي العراقية.
ما هي الدول التي اعترضت الصواريخ؟
تم اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة ،وفرنسا، والأردن.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أن أنظمة السهم والقبة الحديدية الإسرائيلية أحبطت التهديدات الجوية.
ونظام آرو، الذي تم تطويره بالتعاون مع الولايات المتحدة، هو نظام صاروخي أرض-أرض يعمل خارج الغلاف الجوي لصد الصواريخ بعيدة المدى. ويهدف إلى اعتراض الصواريخ قبل أن تهبط نحو الهدف.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، استخدمت إسرائيل بنجاح نظام الدفاع آرو لاعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون في اليمن.
كما تمتلك إسرائيل نظام مقلاع داود الذي يعترض الصواريخ متوسطة المدى.
وقد تم استخدام القبة الحديدية، التي تسقط صواريخ قصيرة المدى، طوال مدة الحرب لاعتراض الصواريخ التي تطلقها حماس وحزب الله اللبناني.
وقال مسؤولون أمريكيون إن قواتهم البحرية والجوية اعترضت أكثر من 70 طائرة بدون طيار وثلاثة صواريخ باليستية دون أن تقدم تفاصيل محددة عن أنظمة الدفاع التي تم استخدامها.
وقال مسؤولون لشبكة CNN إن البحرية أسقطت الصواريخ الباليستية باستخدام نظام الدفاع الصاروخي إيجيس من على متن مدمرتين للصواريخ الموجهة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقالت مصادر أمنية لرويترز إن القوات الأمريكية أسقطت أيضاً طائرات مسيرة إيرانية فوق محافظتي السويداء ودرعا بجنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان “لدعم الدفاع عن إسرائيل، قام الجيش الأمريكي بنقل طائرات ومدمرات للدفاع الصاروخي الباليستي إلى المنطقة على مدار الأسبوع الماضي”.
وأضاف: “بفضل عمليات النشر هذه والمهارة غير العادية لأفراد خدمتنا، ساعدنا إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ تقريباً”.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الأحد، أن سلاح الجو الملكي أسقط “عدداً من الطائرات الإيرانية الهجومية المسيرة وأرسل طائرات إضافية إلى المنطقة”.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن فرنسا شاركت أيضاً في صد الهجوم الإيراني.
وأشار هاجاري إلى أن “فرنسا تملك تكنولوجيا جيدة للغاية وطائرات ورادارات وأعلم أنهم كانوا يساهمون في تسيير دوريات في المجال الجوي”، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل بشأن المشاركة الفرنسية.
كما شارك الأردن في اعتراض الهجمات بحسب ما نقلت رويترز عن مصادر أمنية أكدت أنه تم اعتراض الصواريخ بالقرب من وادي الأردن وعلى طول الحدود الأردنية السورية.
وجاء في بيان لمجلس الوزراء الأردني أن “بعض الشظايا سقطت في أماكن متعددة خلال تلك الفترة دون أن تسبب أي أضرار جسيمة أو إصابات للمواطنين”.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)