أعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تلقيها تقارير حول سوء معاملة جماعية تعرض لها الفلسطينيون الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من غزة، قائلة أن الانتهاكات شملت “التبول على الأسرى وإجبارهم على التصرف كالحيوانات وتعريض الأطفال لهجوم الكلاب”.
وحذرت الأونروا في تقرير جديد صدر بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف الأربعاء من أن آلاف الأسرى يتعرضون للانتهاكات الجسدية والجنسية والنفسية بشكل روتيني على يد جنود الاحتلال.
ووفقاً للتقرير، فإن الانتهاكات تشمل أيضاً “تعرض الأسرى للضرب بعد إجبارهم على الاستلقاء على مراتب رقيقة فوق الأنقاض لساعات دون طعام أو ماء أو إمكانية الوصول إلى المرحاض وتقييد أيديهم وأرجلهم بقيود بلاستيكية”.
ونقل التقرير عن العديد من الأسرى إفادتهم بأنهم “أُجبروا على البقاء في أقفاص وتعرضوا للاعتداء”، موضحاً أن بعض الأسرى المفرج عنهم، ومن بينهم طفل، أصيبوا بجروح بسبب عضات الكلاب.
وذكر التقرير أنه “تم تهديد الأسرى بالاحتجاز لفترات طويلة أو تعريضهم للإصابة أو قتل أفراد أسرهم إذا لم يقدموا المعلومات التي يطالبهم الجنود بها”.
وقالت الأونروا أن من بين الذين أدلوا بالشهادات التي جمعتها في تقريرها بعد إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال موظفون يعملون لديها، مؤكدة أن بعضهم أجبر على الإدلاء باعترافات قسرية بالإضافة إلى تعرضهم لأشكال أخرى من الانتهاكات.
وأشارت الأونروا إلى أن أسرى آخرين أفادوا بإلقاء بطانيات مبللة عليهم، أو “إجبارهم على الجلوس على ركبهم لمدة 12 إلى 16 ساعة يومياً أثناء احتجازهم في الثكنات، معصوبي الأعين، وأيديهم مقيدة”.
ولفتت الأونروا إلى تلقيها تقارير عن أعمال عنف جنسي ضد السجناء، مبينة أن الضحايا الذكور تعرضوا للضرب على أعضائهم التناسلية، بينما ذكر محتجز واحد على الأقل أنه “أُجبر على الجلوس على مسبار كهربائي”، وقال إنه رأى رجلاً يموت بعد إدخال مسبار في شرجه.
كما ذكرت بعض الشهادات أنه تم تصوير كل من الرجال والنساء وهم عراة وتعرضوا للتحرش عن طريق اللمس غير اللائق.
من جهته، ذكر المكتب الإعلامي في غزة، في بيان له بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 5000 فلسطيني خلال عدوانها الجاري على غزة، والذي بدأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأشار المكتب كذلك إلى أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون “لأبشع أنواع التعذيب” في سجون الاحتلال، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل.
وتتطابق هذه التقارير مع شهادات سابقة قدمها أسرى أفرج عنهم لموقع “ميدل إيست آي” الشهر الماضي وأكدوا خلالها تعرضهم للتعذيب الجسدي باستخدام الكلاب والكهرباء وتعرضهم لعمليات إعدام وهمية واحتجازهم في ظروف مهينة.
وفي إحدى الشهادات السابقة، قال رجل أن جنود الاحتلال اعتقلوه من مدرسة كان قد لجأ إليها مع عائلته في غزة وقاموا بتقييد يديه وتعصيب عينيه واحتجازه في قفص معدني لمدة 42 يوماً.
وأضاف أنه تعرض أثناء الاستجواب لصدمات كهربائية، كما تعرض للخدش والعض من قبل الكلاب التابعة لجيش الاحتلال.
وقدمت مجموعة أخرى من الرجال شهادات تصف تفصيلياً تعرضهم للصعق بالكهرباء، وهجوم الكلاب، وغمرهم بالماء البارد، وحرمانهم من الطعام والماء، والحرمان من النوم، وإخضاعهم لموسيقى صاخبة مستمرة.
من ناحيتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء إن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال يمثل “أولوية قصوى” ودعت إلى تحرك عالمي لدعم قضية الأسرى.
وجاء في بيان الحركة: “تواصل إدارة مصلحة سجون الاحتلال ارتكاب أبشع الجرائم بحق الأسرى داخل السجون ومراكز الاعتقال، بما في ذلك الإهمال الطبي والتعذيب والقتل المباشر”، مضيفة أن 16 أسيراً استشهدوا في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، علماً بأن سلطات الاحتلال أعلنت الشهر الماضي عن استشهاد 27 فلسطينياً في سجونها.