التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت، برئيس حركة حماس إسماعيل هنية، الذي يقوم بأول زيارة رسمية له إلى إسطنبول منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وأكد أردوغان خلال الاجتماع الذي استمر لساعات على ضرورة إبقاء التركيز على غزة وسط في ظل ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل وإيران، بحسب وكالة الأناضول.
وحث الرئيس التركي الفلسطينيين على “التحرك بشكل موحد” في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.
وبحسب بيان للرئاسة التركية، فقد قال أردوغان أن “الوحدة والنزاهة هما أقوى رد على إسرائيل وطريق النصر”.
وجاء الاجتماع بعد أيام من تصريحات لأردوغان شبّه فيها مقاومي حماس بمقاتلي ثورة التحرر الوطني التركية التي قاومت الجيوش الأجنبية وأخرجتها من الأناضول في عشرينيات القرن الماضي.
واعتبرت تصريحات الرئيس التركي تلك والتي ادلى بها أمام البرلمان يوم الأربعاء أقوى تأييد علني لحماس من قبل أردوغان منذ بدء الحرب على غزة، حيث أضاف في خطابه: “أقول ذلك بكل وضوح وصراحة، حماس هي بالضبط نفس القوات الوطنية في تركيا خلال حرب التحرير”.
ومضى يقول: “نحن ندرك أن هناك ثمناً يجب دفعه مقابل قول ذلك، ونعلم أنه من الصعب إعلان الحقوق والحقائق في مثل هذه الفترة، لكن لندع العالم كله يعلم ويدرك أننا لن نستسلم”.
وتعقيباً على تلك التصريحات، أعربت حماس في بيان لها عن “تقديرها وامتنانها العميقين لدعم أردوغان للحركة ومشروعها المقاوم”، مبينةً أن “التصريحات الشجاعة والمواقف المشرفة للرئيس أردوغان تجسد الموقف التاريخي والأصيل للشعب التركي الشقيق”.
في المقابل وجه وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس انتقادات لاذعة لأردوغان بسبب استقباله هنية في اسطنبول.
وكتب كاتس على منصة X: “الإخوان المسلمون: اغتصاب وقتل وتدنيس الجثث وحرق الأطفال عار عليك يا أردوغان!”.
وكان أردوغان من أشد المنتقدين لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، واتهمها بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و”إبادة جماعية”، لكن حكومته تعرضت لضغوط شعبية لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إسرائيل من بينها مطالبات بقطع العلاقات التجارية معها.
ويعتقد محللون أن الإحباط من التقاعس الواضح كان من بين الأسباب التي قادت إلى هزيمة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في انتخابات رئاسة البلدية الشهر الماضي.
وعقب ظهور نتائج الانتخابات، أوقفت أنقرة تصدير 54 منتجاً إلى إسرائيل في أوائل نيسان/أبريل، بما في ذلك الأسمنت والصلب ومواد البناء، مشيرة إلى مسؤوليتها بموجب القانون الدولي لمنع انتهاكات حقوق الإنسان.
وأعرب أردوغان يوم الأربعاء عن امتعاضه من عدم اعتراف الجمهور التركي الأوسع بالإجراءات السابقة التي اتخذتها حكومته ضد إسرائيل، نافياً كذلك صحة الشائعات القائلة بأن أنقرة تزود الإسرائيليين بوقود الطائرات.
وأضاف “سندافع بشجاعة عن نضال فلسطين من أجل الاستقلال تحت كل الظروف”.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان التقى هنية الأسبوع الماضي لبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، حيث أعلنت حماس إنها نقلت إلى فيدان وجهة نظرها بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار التي تعثرت بسبب رفض إسرائيل الموافقة على إنهاء الحرب بشكل دائم.