رفضت حركة حماس ما أسمته “الاتهامات الكاذبة” التي وجهتها لها الولايات المتحدة الأمريكية والتي زعمت فيها أن الحركة “غيرت أهدافها” ومطالبها في مفاوضات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر قد ادعى في مؤتمر صحفي يوم الاثنين أن الحركة الفلسطينية غيرت شروط اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل على أمل إثارة “حرب إقليمية”.
وأضاف ميلر: “تم تقديم مطالب وقد قطعت إسرائيل شوطاً نحو تلبية تلك المطالب، وبعد ذلك غيرت حماس مطالبها”.
وتابع: “ولذلك يبدو بالتأكيد أن حماس مهتمة أكثر بحرب إقليمية واسعة النطاق، حيث كانت تراقب أحداث الأسابيع القليلة الماضية وتجد أنها قد تحصل على الحرب الإقليمية واسعة النطاق التي كانت تأمل باندلاعها، ولهذا السبب لم نتفق على مقترح جدي للغاية كان مطروحاً على الطاولة”.
ورغم هذه التصريحات إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية لم توضح بالتفصيل كيف غيرت حماس موقفها التفاوضي.
من جهتها، ذكرت حماس في بيان صحفي أن الإعلان الأمريكي “لا علاقة له بالواقع” واتهمت واشنطن بأنها “شريك كامل في حرب الإبادة ضد شعبنا”.
وأضافت الحركة أن مطالبها كانت “واضحة منذ اليوم الأول” مؤكدةً أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته هم من يعرقلون الصفقة.
وأشار البيان إلى أن “مطالب حماس والمقاومة كانت واضحة منذ اليوم الأول، وهي نفسها التي قدمت في شهر آذار/مارس الماضي، ولاقت ترحيباً في ذلك الوقت من جميع الأطراف والوسطاء”.
ولفت البيان إلى أن “مطالب الحركة تمثل الموقف الوطني لشعبنا ومصالحه في ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين إلى أماكن إقامتهم في كافة مناطق قطاع غزة، وتكثيف الإغاثة والبدء في إعادة الإعمار”.
وعلى مدار الشهور الماضية، واجهت الجهود الدبلوماسية المتعاقبة صعوبات بسبب الفجوات الواسعة بين إسرائيل وحماس، بعد ستة أشهر من عدوان الاحتلال على غزة الذي خلف أكثر من 34 ألف شهيد.
ولعبت قطر مع كل من الولايات المتحدة ومصر، دوراً حاسماً في التوسط بين إسرائيل وحماس منذ هجوم السابع من أكتوبر.
وساهمت الدوحة في وساطة أسفرت عن وقف مؤقت لإطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت خلاله حماس سراح 81 أسيراً إسرائيلياً مقابل 240 فلسطينياً.
لكن المفاوضات بين الجانبين لم تحقق منذ ذلك الوقت تقدماً يذكر، حيث ظل إحجام الاحتلال عن إنهاء الحرب بشكل دائم حتى بعد إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس أحد النقاط الشائكة الرئيسية أمام التوصل لأي اتفاق.
وتسعى حماس أيضاً إلى وضع نهاية دائمة للحصار الذي سبق هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.