تشهد جامعة إيموري في أتلانتا بولاية جورجيا وجامعة كولومبيا في نيويورك التحقيق الأول من نوعه على المستوى الفيدرالي بتهمة التمييز ضد المسلمين في الحرم الجامعي.
فقد أخطر مكتب الحقوق المدنية في وزارة التعليم الأمريكية (ORC) يوم الثلاثاء كلاً من فرع جورجيا في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (Cair-GA) ولجنة فلسطين القانونية تعهده بالتحقيق بشأن التمييز ضد المسلمين التي قدمها طلاب من جامعة إيموري بموجب الباب السادس من قانون الحقوق المدنية.
وكانت منظمتي Cair-GA وPalestine Legal قد عملتا بالتعاون مع طلبة من جامعة إيموري على تجميع وثيقة من 18 صفحة تتضمن تفاصيل التحرش داخل الحرم الجامعي وأعمال التشهير والمعاملة التفاضلية التي يواجهها الطلاب المسلمون والطلبة الداعمون لفلسطين منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
وقال أزكا محمود المدير التنفيذي لمؤسسة Cair أن الطلبة رفعوا 15 قضية من خلال نظام جامعة إيموري، دون أن يتم فعل أي شيء لمعالجة مشكلاتهم ومخاوفهم، مضيفاً أن بعض الطلاب “كانوا خائفين جداً من مغادرة مساكنهم الجامعية”.
ويوم الخميس، أعلنت وزارة التعليم أنها ستحقق أيضًا مع جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بتهمة العنصرية ضد الفلسطينيين.
وجاء الإعلان بعد أن قام ضباط شرطة مدينة نيويورك الذين كانوا مجهزين بمعدات مكافحة الشغب باعتقال مئات الطلاب أثناء احتجاجهم على استثمارات الجامعة في شركات مرتبطة بالاحتلال.
“القانون واضح، إذا لم توقف الجامعات حملاتها القمعية العنصرية ضد الفلسطينيين ومؤيديهم، فستكون عرضة لخطر فقدان التمويل الفيدرالي”، راديكا سيناث، محامية رفيعة المستوى في منظمة Palestine Legal، التي تقدمت بشكوى إلى مجلس النواب.
وفي كانون الثاني/يناير، كتبت العديد من جمعيات حقوق الإنسان، بما فيها Cair رسالة إلى جامعة إيموري، تطلب فيها من الجامعة معالجة مخاوف الطلاب.
وقال محمود: “رفضت جامعة إيموري جميع الشكاوى، وتجاهلتها، قائلة: “لا توجد مشكلة هنا”.
ويوم الثلاثاء 30 نيسان/أبريل، تلقت منظمة Cair-GA ولجنة الشؤون القانونية الفلسطينية تأكيداً من ORC بفتح التحقيق.
وبحسب أزكا محمود فإن جامعة إيموري هي الأولى من بين مؤسسات التعليم العالي الأمريكية التي تشهد هذا النوع من التحقيق الذي سبق أن تم إجراؤه في مدارس الولايات المتحدة،
وتم إطلاق التحقيق في سياق الاحتجاجات الطلابية غير المسبوقة في الجامعات الأمريكية ضد عدوان الاحتلال المتواصل على غزة.
فخلال الأيام الأخيرة، أقيم ما لا يقل عن 90 مخيماً تضامنياً مع غزة في الجامعات الأمريكية، في حين ذكرت وكالة أسوشيتيد برس يوم الخميس أنه تم اعتقال 2000 شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، منذ منتصف نيسان/أبريل عندما بدأ طلبة كولومبيا حملة للتضامن مع غزة.
وخلق مخيم التضامن في كولومبيا نموذجاً ملهماً للعديد من المخيمات المماثلة في مختلف جامعات الولايات المتحدة.
لكن المتظاهرين تعرضوا لقمع شديد ولعنف من الشرطة كما واجهوا الاعتقالات والإيقاف والفصل الدائم من جامعاتهم، ويقال أن الطلاب في جامعة إيموري كانوا أول من تعرض لإلقاء الغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة.
وشهدت جامعة كولومبيا بعضاً من الإجراءات الأكثر تطرفاً من قبل عناصر إنفاذ القانون على مدار الأسابيع القليلة الماضية، حيث انتشرت مقاطع فيديو لهم وهم يقتحمون بالقوة أجزاء من الحرم الجامعي ويهدمون المعسكرات.
يذكر أن مكتب الحقوق المدنية في وزارة التعليم الأمريكية (ORC)، قد أعلن في رسالته أنه سيحقق في “ما إذا كانت الجامعة قد استجابت للمضايقات المزعومة للطلاب على أساس الأصل القومي.
كما سيحقق فيما إذا كانت الجامعة “أخضعت الطلاب لمعاملة مختلفة على أساس الأصل القومي و/أو العرق في انتهاك للمادة السادسة”.
“نحن نرحب ببدء هذا التحقيق، فهو يظهر أن الجامعات ستتحمل المسؤولية ونأمل أن يجبر هذا إيموري على اتخاذ إجراءات تصحيحية، مما يؤدي إلى بيئة أفضل للطلاب” – أزكا محمود
ومن المتوقع أن يكون لقضية إيموري تأثير الدومينو وأن تقود إلى عدة تحقيقات مماثلة في جامعات أمريكية أخرى.