من المتوقع أن يخسر حزب العمال في انتخابات رئاسة بلدية ويست ميدلاندز، ولكن المفارقة كانت أن أحد كبار مصادر حزب العمال ألقى اللوم على حركة حماس في الخسارة الانتخابية قائلاً لبي بي سي أن الحرب على غزة كلفت الحزب عدة مقاعد.
وفقاً للمصدر البارز في الحزب: فإن “الشرق الأوسط، وليس وست ميدلاندز، هو الذي سيفوز بفوز آندي ستريت بمنصب عمدة المدينة، وحماس مرة أخرى هي الشر الحقيقي”.
أثار تعليق هذا العضو انتقادات شديدة داخل وخارج حزب العمال، حيث وصف أحد أعضاء الحزب التعليق بأنه “عنصري”، بينما وصفه آخر بأنه “حقير”.
من جانب آخر، فهناك بالفعل مخاوف من أن يفوز المرشح المستقل أحمد يعقوب بدعم الكثيرين من المجتمع المسلم حول برمنغهام، ويرجع ذلك إلى دعم زعيم حزب العمل كير ستارمر الصريح لإسرائيل وتردده في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
لقد انخفضت شعبية حزب العمال في أنحاء بريطانيا في الانتخابات المحلية خاصة في بعض المناطق التي يوجد بها عدد كبير من الناخبين المسلمين، وهو مؤشر على الضرر الذي أحدثه موقف الحزب من الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة
تشير مصادر من حزب العمال إلى أن يعقوب، الذي يدعمه حزب العمال البريطاني بزعامة جورج جالاوي، من المتوقع أن يأتي في المركز الثالث في بعض مناطق وست ميدلاندز، الأمر الذي يكفل سحب بساط الفوز من تحت حزب العمال.
في حديثه إلى وسائل الإعلام، قال جالاوي المنتصر: “يبدو أن مرشحنا في وست ميدلاندز قد كلف حزب العمال رئاسة البلدية، لقد قلت أن كير ستارمر سيدفع ثمناً باهظاً لخيانته لفلسطين، واليوم هو بداية ذلك”.
لاشك أن الفشل في الانتخابات القادمة انتكاسة كبيرة لستارمر خاصة بعد أن فقد حزب العمال السيطرة على أولدهام مقابل المستقلين الذين قام بعضهم بحملات لدعم فلسطين، وحصلوا على 5 مقاعد ودفعوا المجلس إلى الرفض.
لقد انخفضت شعبية حزب العمال في أنحاء بريطانيا في الانتخابات المحلية خاصة في بعض المناطق التي يوجد بها عدد كبير من الناخبين المسلمين، وهو مؤشر على الضرر الذي أحدثه موقف الحزب من الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة.
لقد واجه ستارمر انتقادات من داخل حزبه لعدم تحدثه علناً عن العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة، بالإضافة لموقف حزبه البطيء والمتأخر تجاه دعم وقف إطلاق النار في غزة، كما أدى إحجام ستارمر في نوفمبر الماضي عن دعم التصويت على وقف إطلاق النار إلى استقالة 10 من أعضاء البرلمان احتجاجاً على ذلك.
أثار ستارمر ضجة أيضاً حين صرح في أعقاب هجوم 7 أكتوبر أن من حق إسرائيل قطع المياه والكهرباء عن غزة!
من جانبه، وخلال مقابلة مع بي بي سي، اعترف منسق الانتخابات الوطنية للحزب، بات مكفادين، بأن موقف حزب العمال من الحرب “كان عاملاً في بعض الأماكن، ولا فائدة في إنكار ذلك”، لكنه أضاف أن الحزب “يخسر مقاعده في أولدهام منذ بضع سنوات”.
علاوة على ذلك، فقد اعترف كبير أمناء الظل لوزارة الخزانة، دارين جونز، بأن فقدان الدعم بين الناخبين المسلمين كان مقلقاً بالنسبة للحزب، حيث قال: “نحن حزينون للغاية، فليس هناك من ينكر أنه في بعض أجزاء البلاد، حيث خاض بعض المرشحين المستقلين ترشحهم لأول مرة، لكنهم مع ذلك استطاعوا اجتذاب الناخبين الذين نريدهم في عائلة حزب العمال”.
واضاف: “هذا يؤكد أن علينا الاستماع إلى الناخبين والتعلم منهم ودعمهم في جميع أنحاء البلاد ومحاولة إقناعهم بالتصويت لحزب العمال عندما تتاح لهم الفرصة”، مؤكداً على قلق الحزب من الخسارة قائلاً: “أشعر بالقلق أينما خسرنا أصواتاً”.
وأضاف في مقابلته مع بي بي سي: “ليس هناك من ينكر أنه في جميع أنحاء البلاد، سواء كان ذلك في هارتلبول في الشمال أو رشمور في الجنوب أو ريديتش، فإننا نفوز بالأصوات في جميع أنحاء البلاد”.