عن الطفل الشهيد البالغ من العمر 6 أشهر، هاني قشطة، تقول ابنة عمه وهي تحتضن جثته بين ذراعيها: “لقد ولد في الحرب ومات في الحرب”.
وُلد هاني في 23 أكتوبر، ذات اليوم الذي استشهد فيه والداه، حيث قُتل والده هاني والذي أخذ اسمه منه، فيما أصيبت والدة هاني، التي كانت تحمله في أحشائها في شهرها الثامن في ذلك الوقت، بجروح خطيرة في ذلك الهجوم فتم نقلها إلى مستشفى في رفح جنوبي غزة، وهناك توفيت بعد ساعات لتترك جنينها، الذي تم إنقاذه بعملية قيصرية من رحمها، مع جدته.
وبعد 6 أشهر، قُتل هاني الصغير مع شقيقتيه وجده وجدته وأفراد آخرين من العائلة، وذلك بعد استهداف منزل جد هاني في حي السلام في رفح بغارة جوية إسرائيلية، حيث يقول أحد الأقارب: “كان هاني مجرد طفل لم ير الكثير من الحياة وكان يشبه والده وأمه”.
“لقد تعبنا”
لقد قُتل 9 أفراد من عائلة قشطة، بينهم 4 أطفال، يقول ابن عم هاني: “لم يتمكنوا من عيش طفولتهم وزواجهم على أكمل وجه، ما هي جريمتهم؟ يكفي هذا، لقد تعبنا”.
قبل ذلك بأيام قليلة، توفيت طفلة أخرى في غزة بعد أن تم إنقاذها من رحم أمها التي كانت تحتضر عقب غارة جوية إسرائيلية، حيث ولدت صابرين السكاني بعملية قيصرية في رفح في 21 إبريل، بعد مقتل والدتها في القصف الإسرائيلي.
صابرين، التي كان وزنها 1.4 كيلوجرام فقط عند ولادتها، توفيت بعد 4 أيام ودُفنت بجوار والدتها
اشتد القصف على مدينة رفح في الأيام الماضية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 22 فلسطينياً في 11 منزلاً، وتزامن ذلك مع قيام القوات الإسرائيلية بإسقاط منشورات تأمر الفلسطينيين النازحين بمغادرة المناطق الشرقية من رفح بالقرب من السياج الحدودي الذي يفصل بين غزة وإسرائيل.
ويأتي الإخلاء القسري في ظل التخوف من غزو بري إسرائيلي لرفح، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني في خيام ومنازل مؤقتة.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)