رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إدخال أي تعديلات على اقتراح وقف إطلاق النار الذي كانت قد أعلنت عن قبوله في وقت سابق من هذا الأسبوع وذلك بعد تراجع الاحتلال عن المقترح الأصلي.
وغادر وفد رفيع من الحركة العاصمة المصرية القاهرة عائداً إلى قطر في وقت مبكر من يوم الخميس، حيث أكدت مصادر مطلعة على المفاوضات في القاهرة أن الوفد لم يقبل التفكير في أي تغييرات على الاقتراح.
وذكرت مصادر لموقع ميدل إيست آي أن الحركة الفلسطينية لا تزال ملتزمة بالاتفاق الذي اقترحه الوسطاء في وقت سابق من الأسبوع، لكن وفدها غادر القاهرة بعد فشل يومين من المحادثات مع مسؤولين من الاحتلال متوسطي المستوى في تحقيق انفراجة.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن المسؤول الكبير في حماس، عزت الرشق، القول أن الحركة لا تزال ملتزمة بشروط اتفاق وقف إطلاق النار المقترح الذي قبلته.
وقد أكدت مجموعة من الفصائل الفلسطينية مغادرة وفد حماس بعد أن “رفض الاحتلال الاقتراح الذي قدمه الوسطاء واعترضت عليه في عدة قضايا مركزية”.
لكن البيان الصادر عن فصائل المقاومة والذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، لم يوضح ماهية الاختلافات بين الجانبين.
وفي وقت لاحق، نقلت رويترز عن مسؤول كبير من الاحتلال لم تذكر اسمه قوله أن الوفد الإسرائيلي أبدى تحفظاته على موقف حماس، واعتبر أن جولة محادثات القاهرة قد انتهت.
وأكد البيت الأبيض أن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز سيغادر القاهرة أيضاً، لكنه نفى انهيار المفاوضات.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي للصحفيين “سيغادر بيرنز المنطقة كما كان مقرراً في السابق لكن محاورين من الوفود الأخرى ما زالوا يجرون محادثات في القاهرة لذا فإن تلك المحادثات لا تزال مستمرة”.
وتابع: “سنبقى منخرطين، على أمل أن نتمكن من الوصول إلى شيء ما”.
وكانت حماس قد أعلنت يوم الاثنين قبولها باقتراح من ثلاث مراحل مدة كل منها ستة أسابيع ويؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء الحصار.
ويتضمن الاقتراح إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق عليهم في مرحلة لاحقة.
وتم إدراج قطر ومصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة كضامنين للاتفاقية.
وقالت مصادر في وقت سابق من هذا الأسبوع أن بيرنز تابع وفد حماس من القاهرة إلى العاصمة القطرية الدوحة قبل إعلان يوم الاثنين.
وذكر مصدر آخر أنه بعد زيارة بيرنز المكوكية بين القاهرة والدوحة، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه كان هو “الورقة المصرية القطرية، على أن يكون مفهوماً أن الولايات المتحدة دعمتها بالحضور الشخصي لبيرنز”.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء، قال مسؤول مصري ودبلوماسي غربي أن المسودة التي قبلتها حماس تحتوي فقط على “تغييرات طفيفة في الصياغة” عن النسخة التي طالبت بها الولايات المتحدة في وقت سابق بموافقة الاحتلال، وأن التغييرات تم إجراؤها بالتشاور مع بيرنز الذي تبنى المشروع قبل إرساله إلى الحركة الفلسطينية.
ولكن في غضون ساعات من إعلان حماس قبولها بشروط الاتفاق، شرع الاحتلال في قصف الأجزاء الشرقية من رفح، على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن العواقب الإنسانية الوخيمة الناجمة عن الهجوم العسكري على هذه المنطقة المكتظة بالسكان.
وقال جيش الاحتلال إنه يشن غارات جوية على رفح التي يعتبرها آخر معقل لحماس في حين ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيواصل هجومه على المنطقة الجنوبية سواء باتفاق الرهائن أو بدونه.
وكان نتنياهو قد رفض مراراً وتكراراً مطالب حماس لوقف إطلاق النار تحت ضغط من أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم.
ويوم الاثنين، قال حليفه اليميني المتطرف في الائتلاف، وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، على موقع X أن على دولة الاحتلال أن ترفض الخطوة الأخيرة لحماس.
وأضاف: “حيل حماس والاعيبها ليس لها سوى إجابة واحدة وهي الأمر الفوري باحتلال رفح، وزيادة الضغط العسكري، ومواصلة القصف الكامل على حماس حتى إلحاق الهزيمة الكاملة بها”.
ومنذ ذلك الحين، قامت قوات الاحتلال بقصف أجزاء من رفح، مع ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع المحاصر يوم الخميس إلى ما يقرب من 35 ألف شهيد.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء إنه سيعلق عمليات نقل الأسلحة الهجومية إلى الاحتلال إذا شن غزواً واسع النطاق على رفح.
وأضاف بايدن في مقابلة مع إيرين على شبكة سي إن إن: “لقد أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة”.
كما أعرب عن إحباطه من الهجوم المخطط له على رفح، مشيراً إلى أنه تسبب في مشاكل عميقة مع مصر.
وأضاف: “أقول لبيبي وحكومة الحرب بكل وضوح إنهم لن يحصلوا على دعمنا، إذا ما هاجموا هذه المراكز السكانية”.
ورداً على تصريحات بايدن الخميس، غرد بن غفير قائلا “حماس تحب بايدن”.