قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن نحو 80 ألف فلسطيني اضطروا إلى النزوح خلال الأيام الأخيرة بسبب تكثيف الاحتلال لهجماته على رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت الوكالة يوم الخميس أن الفلسطينيين “يواجهون تهجيراً قسرياً جديداً في قطاع غزة”، مخلفاً أثراً “لا يطاق” على عائلات الأهالي والنازحين.
وكان ما لا يقل عن 60 فلسطينياً قد استشهدوا في هجمات الاحتلال خلال الأيام الماضية، ليصل إجمالي عدد الشهداء إلى 34904 منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
من جهتها، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عدة تحديثات عن ساحة المعركة يوم الخميس، تشير إلى قتال عنيف في الشوارع شرق رفح وفي حي الزيتون بمدينة غزة.
وأعلنت الكتائب أنها قتلت وجرحت عدداً من جنود الاحتلال في كمين نصبته في نفق، واستهدفت مركبات عسكرية باستخدام صواريخ مضادة للدروع، وأطلقت عدة قذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى على قوات الاحتلال.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال أنه قتل 50 مسلحاً فلسطينياً وعثر على فتحات لعشرة أنفاق منذ بدء العملية في شرق رفح ليل الاثنين.
هذا ولا يزال معبر رفح مع مصر، الذي سيطرت عليه سلطات الاحتلال صباح الثلاثاء، مغلقاً مما يمنع دخول المساعدات الحيوية إلى القطاع.
وقال ماثيو هولينجورث، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أن عمليات وكالة الأمم المتحدة “ستتوقف” خلال يوم إلى ثلاثة أيام دون دخول الغذاء والوقود.
وأوضح المسؤول الإغاثي في تصريح على منصة التواصل الاجتماعي X أنه لم يعد من الممكن الوصول إلى المستودع الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي في رفح حالياً.
وتابع بالقول: “لم تدخل أي مساعدات من المعابر الجنوبية منذ يومين، والآلاف من الناس يكررون النزوح، ولا يزال هناك مخبز واحد فقط يعمل، وإمدادات الغذاء والوقود في غزة سوف تكفي لمدة 1-3 أيام فقط، وبدونها ستتوقف عملياتنا”.
من جهتهم، جدد قادة الاحتلال التأكيد على تصميمهم على المضي قدماً في الحرب بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيحجب بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا غزت “المراكز السكانية” في رفح.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو إن “أي قدر من الضغط لن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها، ولو اضطرت إلى الوقوف بمفردها”.
وأصدر وزير الدفاع يوآف غالانت تصريحاً مماثلاً، أبلغ فيها “أعداء إسرائيل وأصدقائها على السواء” أنها ستفعل كل ما هو ضروري لتحقيق أهدافها الحربية في غزة والشمال.
وانتهت جولة أخرى من المفاوضات غير المباشرة التي يجريها وسطاء أمريكيون وقطريون ومصريون بين وفود من حماس والاحتلال في العاصمة المصرية القاهرة منذ يوم الثلاثاء دون تحقيق أي تقدم.
وقالت حماس يوم الخميس أن وفدها غادر العاصمة المصرية عائداً إلى الدوحة، حيث مقر المكتب السياسي للحركة.
لكن عزت الرشق، عضو المكتب السياسي للحركة لم يصل إلى حد القول أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، مؤكداً تمسك الحركة بالاقتراح الذي قبلته مطلع الأسبوع الجاري.
وقال الرشق في بيان مقتضب إن “اجتياح الاحتلال لرفح وسيطرته على المعبر يهدف إلى عرقلة جهود الوسطاء وتصعيد العدوان والإبادة الجماعية”.
وأكد التزام حركة حماس وتمسكها بالطرح الذي وافقت عليه والذي قدمه الوسطاء.
وكانت حماس قد أعلنت يوم الاثنين أنها قبلت اقتراح وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإنهاء الحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
أما مكتب نتنياهو، فأكد أن موقف الحركة الفلسطينية “بعيد عن تلبية المطالب الإسرائيلية الأساسية” وقرر إرسال وفد إلى مصر لإجراء مزيد من المحادثات، مما أدى إلى إطلاق الجولة الأخيرة من المفاوضات.
وذكرت تقارير إعلامية أن وفد الاحتلال غادر القاهرة يوم الخميس بعد يومين من المحادثات.
وقالت الجزيرة العربية أن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، الذي يقود المحادثات، غادر القاهرة متوجها إلى واشنطن.
وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة “هآرتس” أن مغادرة بيرنز مؤشر على “الوضع المعقد” للمحادثات.