وجهت لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب التي يقودها الجمهوريون اتهامات لجامعة هارفارد بتجاهل توصيات مجموعة استشارية أسستها بعد هجوم حماس على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح التقرير الذي أصدرته اللجنة يوم الخميس أن المجموعة الاستشارية المكونة من ثمانية أعضاء، قد أُسست وسط “تدقيق كبير في رد الجامعة على ارتفاع منسوب معاداة السامية في حرمها الجامعي”.
وأوضح التقرير الذي نشر على منصة X أن “إدارة جامعة هارفارد تجاهلت توصيات المجموعة الاستشارية لمعالجة معاداة السامية (AAG) المتفشية في حرمها الجامعي ولم تعمل بها مطلقاً”.
وكانت مجموعة AAG، المكونة من أعضاء هيئة تدريسية وخريجين وممثل عن الطلبة بجامعة هارفارد قد قدمت في كانون الأول/ديسمبر أدلة تشير إلى أن ”التحرش المعادي للسامية” يمثل “مشكلة كبيرة” في المدرسة.
واستندت المجموعة في النتائج التي توصلت إليها إلى حسابات الطلاب وقائمة حوادث التحرش التي قدمها الطلاب وأولياء الأمور، بما في ذلك التقارير التي تفيد بالبصق على طالب، ومطاردة أحد أعضاء هيئة التدريس له، والفشل العام في إنشاء “نظام غير عدائي في البيئة التعليمية”، حسبما جاء في التقرير.
ويأتي نشر التقرير بعد يوم واحد من عقد اللجنة الفرعية القضائية المعنية بالدستور والحكومة المصغرة بمجلس النواب جلسة استماع تتناول مزاعم معاداة السامية في حرم الجامعات الأمريكية.
وقدمت AAG أيضاً توصيات مهمة بشأن الأهداف والخطوات لمعالجة معاداة السامية في الجامعة، بما في ذلك “عدم التسامح مطلقاً” مع اضطرابات الفصول الدراسية، وحماية بيئات التعلم المشتركة، ومحاسبة المنظمات الطلابية على الالتزام بقواعد الجامعة، ومكافحة الخطاب المعادي للسامية.
وشملت التوصيات مراجعة “عدم كفاية مكتب هارفارد للمساواة والتنوع والشمول والانتماء (OEDIB) في معالجة معاداة السامية” والتحقيق في التأثير المحتمل لـ “الأموال السوداء من إيران وقطر”.
وشرح التقرير ما وصفه بعدم المشاركة النشطة من إدارة جامعة هارفارد بعد لفت انتباههم إلى حوادث معاداة السامية.
وتابع التقرير أنه تم تقديم التوصيات، ولكن لم يتم تنفيذها على الرغم من أن عميد جامعة هارفارد آنذاك والرئيس المؤقت الحالي آلان جاربر “حضر وترأس كل واحد من اجتماعات المجموعة.
وأشار التقرير كذلك إلى أن غالبية أعضاء المجموعة الاستشارية هددوا بالاستقالة بسبب مخاوف بشأن عدم كفاية استجابة جامعة هارفارد لمعاداة السامية وعدم الوضوح بشأن مهمة المجموعة وعملها المستقبلي.
من ناحيتها، ذكرت فيرجينيا فوكس، رئيسة لجنة التعليم والقوى العاملة، في تصريح لها أن: “تقرير اللجنة يثبت أن الرئيس السابق وإدارة جامعة هارفارد دعموا المجموعة الاستشارية لمعاداة السامية في الجامعة بهدف الاستعراض”.
يذكر أن الجامعات تحولت منذ اندلاع الحرب على غزة إلى نقطة اشتعال في الجدل الدائر حول تصاعد معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين.
وواجهت إدارات الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة انتقادات لفشلها في الحفاظ على سلامة الطلاب اليهود والمسلمين والطلاب من أصل عربي في الحرم الجامعي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كانت جامعة كولومبيا وكلية إيموري أول جامعتين تواجهان تحقيقاً فيدرالياً بشأن التمييز ضد المسلمين في الحرم الجامعي.
وبعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر واندلاع عدوان الاحتلال على غزة، تصاعدت حركات التضامن والاحتجاجات التي يقودها الطلاب في الجامعات الأمريكية.
وخلال الأسابيع الماضية، تم تأسيس ما لا يقل عن 90 مخيماً طلابياً للتضامن مع غزة في الجامعات الأمريكية عمل المنخرطون فيها على مطالبة إدارات الجامعات بالكشف عن أموالها وسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم عدوان الاحتلال على غزة.
هذا وقد تم هدم مخيم الاحتجاج في جامعة كولومبيا بطريقة عنيفة بعدما كان يعتبر رائداً لمخيمات التضامن مع غزة، وتم اعتقال الطلاب وإيقافهم عن الدراسة.
وانفضّ المخيم الاحتجاجي في جامعة هارفارد أمس بسلام، بعد أن وافقت الإدارة على مقابلة الطلاب والاستماع إلى مطالبهم المتعلقة بسحب الاستثمارات من الاحتلال.
ووفقاً لما ورد، فإن الجامعة ستشرع كذلك في إعادة النظر في قرارات الفصل القسري المؤقتة التي فرضتها على بعض الطلبة.