أفادت الأمم المتحدة يوم الأحد بأن ما يقرب من 800 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصف أنحاء متفرقة من القطاع المحاصر.
وقالت الأمم المتحدة إن هناك حركة واسعة النطاق للأشخاص منذ أن شنت إسرائيل عمليتها العسكرية في رفح في 6 أيار/ مايو.
ونوّه فيليب لازاريني، من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، يوم السبت، أن الفلسطينيين يلجأون إلى مناطق لا توجد بها إمدادات مياه أو صرف صحي مناسب.
إن مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى معبر رفح كأحد أماكن اللجوء القليلة المتبقية، يضطرون الآن مرة أخرى إلى الانتقال إلى مكان آخر.
و كتب لازاريني على موقع X: “إن الادعاء بأن الناس في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق “آمنة” أو “إنسانية” هو ادعاء كاذب. ففي كل مرة، تتعرض حياة المدنيين لخطر جسيم. لا مكان آمن في غزة. لا أحد في مأمن في غزة”.
لقد أدى الغزو الإسرائيلي لرفح إلى تعميق الأزمة الإنسانية المحفوفة بالمخاطر في قطاع غزة، خاصة بعد منع إيصال المساعدات الحيوية عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.
وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة يهدد بعواقب “مروعة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أوامر إخلاء جديدة في وقت متأخر من مساء السبت لأجزاء من شمال غزة، بزعم إطلاق مقاومين فلسطينيين في المنطقة صواريخ باتجاه إسرائيل.
وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على ما وصفه الجيش الإسرائيلي بعملية رفح “المحدودة” التي أدت إلى النزوح الجماعي، جدد الجيش عدوانه مرة أخرى في شمال ووسط غزة، حيث قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية جباليا ودير البلح وخان يونس.
وتوغلت القوات الإسرائيلية في الأزقة الضيقة لمخيم جباليا للاجئين في شمال غزة خلال الليل وحتى يوم الأحد، وعادت إلى المنطقة التي ادعت تطهريها في وقت سابق من الحرب.
واستشهد ما لا يقل عن 31 شخصًا وأصيب عدد آخر، معظمهم قضوا في غارة استهدفت أحد المنازل في هجمات إسرائيلية فجرًا على مخيم النصيرات للاجئين، بالقرب من دير البلح، وفقًا لوكالة وفا للأنباء.
واستشهد مدنيان فلسطينيان جراء القصف الإسرائيلي على منازل المواطنين في خان يونس، فيما استهدف القصف المدفعي شرق رفح جنوباً.
من جهة أخرى، استهدف قصف إسرائيلي مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة، فيما قالت فرق الإنقاذ إن القوات الإسرائيلية دمرت أكثر من 300 منزل منذ الهجوم البري المتجدد الذي استهدف مخيم جباليا للاجئين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذكرت خدمة الطوارئ المدنية في غزة إنها انتشلت حتى الآن جثامين 150 شهيداً ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.
وأضافت أن العديد من جثامين الشهداء والجرحى ما زالوا محاصرين تحت أنقاض المخيم، جراء الحصار الإسرائيلي والهجمات المتواصلة التي تحول دون وصول فرق الطوارئ إليهم.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ بدء الحرب على غزة عن استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح 79476 آخرين.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 آلاف فلسطيني دفنوا تحت أنقاض المباني التي دمرت، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.