أظهرت مقاطع فيديو جديدة نشرتها شبكة الجزيرة قوات الاحتلال وهي تقوم بإخراج الجثث من مواقع متعددة في مستشفى الشفاء بغزة، وتحميلها في شاحنات.
وتعود الصور إلى هجوم الاحتلال الواسع الأول على أكبر مجمع طبي في القطاع في تشرين ثاني/نوفمبر، حيث تعرض حي الشفاء والمناطق المحيطة به للاقتحام أربع مرات على الأقل منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويظهر في مقطع الفيديو، الذي تم تصويره تحديداً في 16 تشرين الثاني/نوفمبر جنود من قوات الاحتلال وهم يضعون جثثاً ملفوفة على نقالات بعد أن أخرجوها من مشرحة المستشفى ومن مقبرة جماعية مؤقتة في فنائه وكذلك من داخل خيمة كانت مكدسة بأكوام الجثث.
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اقتحم جنود الاحتلال مستشفى الشفاء، حيث كان آلاف المدنيين محاصرين لعدة أيام، بمن فيهم الأطفال الخدج والمرضى المصابون بأمراض خطيرة والعائلات النازحة والطاقم الطبي.
هذا وكان المستشفى قد توقف عن العمل بعد اقتحام تشرين الثاني/نوفمبر، وتحول تدريجياً إلى ملجأ للنازحين الفلسطينيين.
وفي الفناء الخارجي للمستشفى، كان الأهالي قد شرعوا في حفر القبور لدفن الشهداء الذين تُركت جثثهم لتتعفن لأسابيع، في حين واصلت قوات الاحتلال قصفها العنيف للمستشفى.
وقال المدير العام لوزارة الصحة منير البرش لقناة الجزيرة إبان الاقتحام الأول للمجمع أن قوات الاحتلال استولت على نحو 120 جثة من المستشفى.
وأضاف: “في اليوم الأول من الاقتحام تمكنا من دفن نحو 100 جثة في مقبرة جماعية في ساحة المستشفى، وكنا نخطط للاستمرار في اليوم التالي، إلا أن جنود الاحتلال سارعوا لانتشال جثث الشهداء ونقلها من المقبرة الجماعية في المستشفى”.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت في 9 شباط/فبراير أنها أخذت حوالي 350 جثة من غزة ونقلتها إلى إسرائيل للتحقق فيما إذا كانت تعود لرهائن إسرائيليين أم لا.
وزعمت الإذاعة الرسمية التابعة للاحتلال في ذلك الحين أنه تمت إعادة الجثث التي لم يتم التعرف على أنها للأسرى إلى غزة لدفنهم جماعياً.
وفي وقت سابق من تشرين الثاني/نوفمبر، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق دولي مستقل للنظر في احتمالات سرقة الأعضاء، حيث صادر جيش الاحتلال عشرات الجثث من مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي شمال غزة.
وقامت قوات الاحتلال بإعادة اقتحام المجمع في أواخر شهر آذار/مارس، تاركة مباني المستشفى في حالة خراب.
وقال مسؤولون عسكريون أن قوات الاحتلال قتلت 200 فلسطيني واعتقلت 900 خلال هجومها العسكري الذي استمر 15 يوماً على المستشفى، لكن الدفاع المدني في غزة قدر عدد الشهداء بنحو 300.
وقال جيش الاحتلال إنه نفذ اقتحامه دون الإضرار بالمدنيين والطواقم الطبية، لكن المنظمات الطبية وشهود العيان رفضوا بشدة هذا الادعاء، حيث تحدث شهود عيان عن إعدامات ميدانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية أيضاً أن 21 مريضاً على الأقل استشهدوا، بينما قال الناجون أن عشرات المدنيين استشهدوا خلال الحصار الذي استمر أسبوعين.
من جهته ذكر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في نيسان/أبريل إنه “مرعوب” من حجم الدمار الذي ألحقته قوات الاحتلال بمستشفيي ناصر والشفاء في غزة، وذلك في إطار تعليقه على تقارير تناولت العثور على مقابر جماعية في المستشفيين بعد اقتحام قوات الاحتلال لهما.