بقلم هالة الصفدي
ترجمة وتحرير مريم الحمد
تم إغلاق معبر رفح بين مصر وغزة إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي على المعبر في 7 مايو، في إغلاق ترك آلاف الفلسطينيين طي النسيان.
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر، وما تلا ذلك من إغلاق جميع المعابر الأخرى، أصبح معبر رفح مع مصر هو الممر الوحيد للفلسطينيين إلى خارج القطاع، تسيطر على العبور منه شركة “هلا” المصرية بشكل حصري وتفرض على الفلسطينيين رسوماً لا تقل عن 5000 دولار لكل شخص بالغ و2500 دولار لكل طفل من أجل العبور إلى الجانب المصري.
في أبريل الماضي، كشفت شركة “هلا” للاستشارات والخدمات السياحية، وهي شركة مملوكة للزعيم القبلي في سيناء ورجل الأعمال إبراهيم العرجاني، عن حصولها على ما لا يقل عن مليوني دولار يومياً من الفلسطينيين، حسبما كشف موقع ميدل إيست آي.
“قررت عدم استرداد أموالي، أريد فقط أن أعرف أنه إذا أعيد فتح المعبر مرة أخرى، فهل سيكون لدي طريق للخروج؟ فنحن لم يكن ينبغي لنا الاضطرار لدفع الأموال بالأصل، ورغم ذلك دفعنا، ثم يقولون لنا لا نستطيع المغادرة رغم الدفع؟!” – سحر من غزة
لكن ماذا عمن كان مقرراً سفرهم من المعبر في مايو وقد دفعوا آلاف الدولارات لتأمين ذلك؟! لم يعد لديهم وسيلة واضحة لاسترداد أموالهم،
ولا يعرفون ما إذا كانوا سيغادرون غزة عبر مصر، حيث رفضت القاهرة العمل مع إسرائيل لتشغيل المعبر.
على سبيل المثال، فقد قام سامر البالغ 29 عاماً بدفع مبلغ 20 ألف دولار للشركة قبل أن تغلق إسرائيل معبر رفح، فقد كان ينشد مغادرة غزة مع زوجته ووالديه المسنين، حتى أنه قام ببيع سيارته وبضاعته والاقتراض لجمع المال اللازم للخروج.
يقول سامر: “بمجرد حصولي على المال، كان من المفترض أن أسافر بعد 3 أيام من اجتياح رفح، وها أنا ما زلت هنا، أشعر وكأنني فأر في صندوق يركض ويحاول العثور على مخرج، وبمجرد رؤيتي لثقب في الصندوق، قام شخص بإغلاقه علي مرة أخرى”.
لا يعلم أهل القطاع متى يمكنهم استرداد أموالهم أو حتى كيفية التواصل مع شركة هلا للحصول على المساعدة، فالشركة لم توفر حتى الآن قناة اتصال واضحة أو جدولاً زمنياً لحل هذه المشكلات، كما أنها لا تستجيب لرسائل البريد الإلكتروني أو رسائل وسائل التواصل الاجتماعي.
“أنا محتار بين خيارين صعبين، فإما أن نطلب استرداد الأموال، مما يستغرق وقتاً طويلاً، وفي نفس الوقت إذا فتح المعبر خلال فترة انتظارنا، فسوف نكون قد خسرنا دورنا وعلينا أن نعيد التسجيل والانتظار مرة أخرى”! – يوسف من غزة
من جانب آخر، لم تصدر الشركة أي بيان رسمي أو تعليق لتشرح لآلاف العملاء الفلسطينيين ما يتعين عليهم القيام به إما لاسترداد الأموال أو الاحتفاظ بأسمائهم مسجلة.
في تصريحه لموقع ميدل إيست آي، كشف أحد الموظفين في شركة هلا، طلب عدم الكشف عن هويته، قائلاً: “لقد غمرتنا المكالمات والشكاوى، والشركة تحاول إيجاد حل، لكن ليس لدينا أي إجابات محددة في الوقت الحالي”.
يعتقد أن آلاف الفلسطينيين يعيشون هذا الوضع الآن، فقد أظهرت القوائم اليومية التي نشرتها شركة هلا في إبريل الماضي أن ما بين 300 إلى 400 فلسطيني يغادرون عبر معبر رفح بشكل يومي، في عملية تبدأ مراحل التسجيل ودفع الرسوم لها قبل ذلك بأسابيع.
خيارات صعبة
لقد كان من المفترض أن تغادر سحر البالغة من العمر 36 عاماً في نفس اليوم الذي احتلت فيه القوات الإسرائيلية المعبر وأغلقته، فقد كان لديها أقارب قاموا بتسجيلها في القاهرة، ولكن عندما ذهبت أختها إلى مكتب هلا، قيل لها أنه يمكن استرداد المبلغ المدفوع، لكن بعد وقت، وفي حال تم فتح معبر رفح، فسوف تضطر سحر إلى إجراء عملية التسجيل مرة أخرى ولن تضمن الشركة خروجها حينها.
تقول سحر: “قررت عدم استرداد أموالي، أريد فقط أن أعرف أنه إذا أعيد فتح المعبر مرة أخرى، فهل سيكون لدي طريق للخروج؟ فنحن لم يكن ينبغي لنا الاضطرار لدفع الأموال بالأصل، ورغم ذلك دفعنا، ثم يقولون لنا لا نستطيع المغادرة رغم الدفع؟!”.
أما يوسف البالغ من العمر 39 عاماً، فقد دفع 13 ألف دولار قبل اجتياح رفح وذلك لكي يسافر مع زوجته وطفليه، ولتوفير المبلغ كانت زوجته قد باعت كل مصوغاتها الذهبية، بعد أن كانت تخطط لبيعها عند شراء منزل لهم في غزة يوماً ما.
يقول يوسف: “أنا محتار بين خيارين صعبين، فإما أن نطلب استرداد الأموال، مما يستغرق وقتاً طويلاً، وفي نفس الوقت إذا فتح المعبر خلال فترة انتظارنا، فسوف نكون قد خسرنا دورنا وعلينا أن نعيد التسجيل والانتظار مرة أخرى”!
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)