يواصل الفلسطينيون في الداخل بانتظام فعالياتهم الاحتجاجية ضد عدوان الاحتلال على غزة بعد أشهر من قمع شرطة الاحتلال التي رفعت من وحشيتها في قمع الاحتجاجات.
فقد تجمع العشرات في حيفا، وهي مدينة ساحلية شمالية يسكنها خليط من اليهود والفلسطينيين مساء يوم الخميس للتنديد باستمرار العدوان على غزة.
وبعيد لحظات من بدء الاحتجاج، هاجمت الشرطة المتظاهرين، مدعية أنهم يتصرفون بشكل غير قانوني، واعتقلت ثمانية منهم بالقوة.
وأكد المتظاهرون تعرضهم للضرب والإهانة على يد رجال الشرطة، علماً أنه تم إطلاق سراح أربعة من المعتقلين في وقت لاحق من تلك الليلة، فيما ظل أربعة آخرون قيد الاحتجاز.
وبينما شنت الشرطة حملة صارمة، ركض المتظاهرون في شوارع حيفا، وهم يهتفون بأن “الإبادة الجماعية” التي يرتكبها الاحتلال في غزة يجب أن تنتهي.
كما دعوا في هتافاتهم إلى تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال، حيث طاردهم الضباط ورجال شرطة الخيالة، الذين واصلوا ضربهم.
هذا ونفّذ حوالي عشرين يهودياً احتجاجاً مضاداً في الشارع المقابل للاحتجاج الفلسطيني، مرددين هتافات “الموت للعرب” وأطلقوا الشتائم، دون أن يتم اعتقال أي منهم.
وقال أحد المتظاهرين الفلسطينيين: “لقد بدأ الترهيب الإسرائيلي وإثارة الرعب منذ بداية الحرب في التراجع”.
وأضاف: “خلال الأسابيع السبعة الماضية، وخاصة بعد بدء مجازر خيام رفح، أصبحنا أكثر نشاطاً وكسرنا حاجز الخوف والصمت”.
وتابع يقول: “من المستحيل أن نلتزم الصمت، فالإبادة الجماعية لا تطاق، وإذا واصلنا تكثيف نشاطنا، وإذا استعدنا الشوارع، فسوف يكون لنا دور رئيسي في وقف الإبادة الجماعية”.
هذا وحاولت الشرطة منع الصحفيين من توثيق العنف، وقامت بطردهم حيث تعرض صحفيان على الأقل للضرب، بمن فيهم مراسل من صحيفة هآرتس.
وقال أحد قادة الاحتجاج: “لقد أسكتونا منذ بداية الحرب، كانت المطاردة عنيفة ومرعبة، وشهدنا اعتقالات بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن الاشتراك في الاحتجاجات”.
وأردف: “لا يمكننا أن نبقى صامتين بعد الآن، نحن ننفجر، وهو رد فعل طبيعي على المذبحة التي نراها في غزة، ولن نترك الشوارع حتى تنتهي”.
ويوم الاثنين، شارك أكثر من 200 متظاهر في احتجاج مماثل في حيفا، وقد تعاملت السلطات معه بنفس الطريقة، حيث جرى اعتقال تسعة أشخاص، وتم تقديم امرأتين من بينهم إلى المحكمة وهما مصابتين بجروح من الضرب.
ومن المقرر تنظيم العديد من الاحتجاجات الأخرى في الأيام المقبلة في مدن وقرى مختلفة.
وفي غضون ذلك، نظم الطلاب الفلسطينيون في مختلف الجامعات الإسرائيلية يوم الأربعاء إضراباً احتجاجياً لمدة ساعة.
وشارك العشرات من الطلاب الفلسطينيين في الجامعة العبرية في القدس في مظاهرة، قوبلت باحتجاج مضاد معادٍ من قبل الطلاب اليهود المؤيدين للحرب.
وشهدت جامعة تل أبيب مظاهرة مماثلة على الرغم من تهديد إدارتها باستدعاء الشرطة إذا احتج الطلاب.
وفي معهد إسرائيل للتكنولوجيا – التخنيون في حيفا، شارك العشرات من الطلاب بزيهم الأسود في احتجاج صامت.
ومنذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، واصلت الجامعات والكليات الإسرائيلية طرد الطلاب وتعليق دراستهم بسبب أدنى تعبير عن التعاطف أو الدعم للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
وخلال الأسبوعين الأولين من عدوان الاحتلال على غزة، تم اعتقال أكثر من 100 شخص بسبب التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين، وفقاً لمكتب النائب العام.
ووثق مركز عدالة القانوني ما لا يقل عن 80 حالة اعتقال بناءً على منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، و17 أخرى أثناء المظاهرات.
كما تم فصل العديد من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل من وظائفهم أو خفض رتبهم بسبب التعبير عن التضامن مع المدنيين في غزة.
وفي بداية الحرب، حظرت الشرطة الاحتجاجات واعتبرتها غير قانونية على الرغم من افتقار قائد الشرطة إلى السلطة القانونية لإصدار مثل هذا الأمر.
غير أن الأسابيع القليلة الماضية، شهدت تنظيم الفلسطينيين حركة احتجاجية واحدة على الأقل يومياً في مدن وقرى مختلفة.