اقتحمت حشود كبيرة من المستوطنين تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال المسجد الأقصى المبارك قبيل “مسيرة العلم” السنوية التي ينظمها اليمين المتطرف عبر القدس الشرقية المحتلة.
وقال تقرير لوكالة وفا الإخبارية أن نحو 800 مستوطن اقتحموا المسجد صباح الأربعاء من باب المغاربة وقاموا بجولات استفزازية في حرمه الشريف.
وانضم حاخامات وسياسيون بينهم الوزير يتسحاق فاسرلاوف، والنائب يتسحاق كرويزر، والنائب السابق اليميني المتطرف موشيه فيجلين إلى المقتحمين.
وأدى المتطرفون اليهود طقوساً تلمودية بالقرب من سوق القطانين وباب القطانين، أحد المداخل الرئيسية لباحات المسجد.
وفي وقت لاحق، انتشرت مقاطع فيديو توثق استفزازات قام بها المستوطنون للفلسطينيين من أهالي مدينة القدس وسكان أحياء بلدتها القديمة.
كما ظهر المستوطنون وهم يطلقون هتافات من قبيل “الموت للعرب” و”أحرقوا قريتهم”، حيث ظهرت ميري ريغيف وزيرة المواصلات في حكومة بنيامين نتنياهو وهي تؤدي رقصات استفزازية وسط الحشود.
ويعرف المسجد الأقصى كموقع إسلامي حيث تُحظر الزيارات والصلاة والطقوس غير المرغوب فيها من قبل غير المسلمين، وفقاً لاتفاقيات دولية مازالت ساريةً منذ عقود.
لكن الجماعات الدينية اليهودية وبالتنسيق مع السلطات تنتهك هذا الترتيب الدقيق منذ فترة طويلة، حيث تسهل شرطة الاحتلال اقتحام المتطرفين للمسجد وأداء الصلوات والطقوس الدينية فيه.
وتقوم قوات الاحتلال بانتظام بإخلاء المسجد من الفلسطينيين في غير مواقيت الصلوات الخمس لتسهيل هذه الاقتحامات اليومية.
وتعد مسيرة الأعلام جزءاً من عطلة يوم القدس لإحياء ذكرى احتلال المدينة في العام 1967، وهي مسيرة يمينية متطرفة مرتبطة بالعنف ضد الفلسطينيين و”استعراض التحريض والهيمنة اليهودية والعنصرية”، وفقًا لمنظمة “عير عميم” الإسرائيلية غير حكومية.
هذا وتم نشر أكثر من 3000 ضابط أمن من شرطة الاحتلال في القدس الشرقية استعداداً للمسيرة وأقاموا نقاط تفتيش عسكرية على العديد من الطرق الرئيسية.
تمر المسيرة عبر الأحياء ذات الأغلبية المسلمة في البلدة القديمة في القدس الشرقية انطلاقاً من باب العامود مروراً بالحي الإسلامي ووصولاً إلى حائط البراق.
وقد اندلعت مواجهات بين المستوطنين الذين وصلوا بأعداد كبيرة ظهر الأربعاء إلى محيط باب العامود في البلدة القديمة وأصحاب المحلات التجارية الفلسطينية.
وحاول المستوطنون إجبار أصحاب المحال على إغلاق محلاتهم، ووصلت شرطة الاحتلال إلى المكان وأمرت الجميع بالتفرق.
وقام المستوطنون بإلقاء الحجارة والزجاجات على الفلسطينيين، ورددوا شعارات تحريضية، من بينها “الموت للعرب” و”محمد مات”، حيث أصيب خلال المواجهات المصور الفلسطيني غسان عيد.
ويشارك في المسيرة نواب ووزراء في دولة الاحتلال من بينهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من مخاطر تصعيد الاحتلال في الأقصى، ودعت الفلسطينيين إلى مواجهة المستوطنين الذين يقتحمون المكان.