أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أن قوات الاحتلال ألقت بشكل غير قانوني ذخائر الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً على مناطق مكتظة بالسكان في جنوب لبنان.
وذكرت المنظمة الحقوقية في تقرير صدر يوم الأربعاء، أنها تحققت من صور ومشاهد لانفجارات متعددة في الهواء للفوسفور الأبيض الذي أطلقته مدفعية الاحتلال على 17 بلدة على الأقل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وخلص التقرير إلى أن من بين البلدات المستهدفة خمس تعرضت مناطق سكنية مأهولة بالسكان فيها للقصف بالفوسفور الأبيض بشكل غير قانوني مما حدا بالمدنيين إلى النزوح منها.
ويُحظر استخدام الفوسفور الأبيض المتفجر في الهواء ضد مناطق ذات كثافة سكانية مدنية بموجب القانون الدولي، حيث يلحق السلاح أضراراً عشوائية بالمدنيين.
والفوسفور الأبيض مادة كيميائية حارقة تشتعل عند ملامستها للهواء ويمكن أن تسبب حروقاً شديدة للبشر أو الهياكل التي تلامسها.
وأظهرت الصور واللقطات التي تمت مشاركتها مع الباحثين الذخائر وهي تضرب المباني السكنية في قرى كفر كلا وميس الجبل وبستان ومركبا وعيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان.
كما تسبب الفسفور الأبيض في اندلاع مئات الحرائق في غابات لبنان، حيث حذر خبراء البيئة من انتشار المزيد من حرائق الغابات مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف.
وفي أعقاب هجوم وقع في 15 تشرين الأول/أكتوبر، تم نقل شخصين من قرية بستان إلى المستشفى بسبب الاختناق من استنشاق أبخرة الفسفور الأبيض، وفقاً لرئيس بلدية القرية.
وقالت وزارة الصحة العامة اللبنانية أن 173 شخصاً أصيبوا بسبب التعرض للفسفور الأبيض حتى 28 أيار/مايو.
وأفاد اللبنانيون الذين أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات معهم أثناء إعداد التقرير أن استخدام هذا السلاح في المناطق المأهولة بالسكان دفع العديدين إلى مغادرة عدة قرى على الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال.
وقال تقرير هيومن رايتس ووتش: “الاستخدام واسع النطاق للفوسفور الأبيض من قبل الاحتلال في جنوب لبنان يسلط الضوء على الحاجة إلى قانون دولي أقوى بشأن الأسلحة الحارقة”.
وأضاف أن دولة الاحتلال ليست طرفاً في البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، وهو الصك الوحيد الملزم قانوناً والمخصص للأسلحة الحارقة، فيما تعد لبنان طرفاً في هذا البروتوكول.
ويمكن أن يؤدي استنشاق أبخرة الفسفور الأبيض إلى إصابات في الجهاز التنفسي والاختناق ويسبب حروقاً من الدرجة الثانية والثالثة في الجلد.
وإبان تشرين الأول/أكتوبر، كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش النقاب عن استخدام قوات الاحتلال لهذا السلاح في قطاع غزة المكتظ بالسكان وفي منطقتين ريفيتين على طول الحدود بين الدولة العبرية ولبنان.
الجدير بالذكر أن حدة الأعمال العدائية تصاعدت على طول الحدود بين الجانبين منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وخلال الأيام الأخيرة، وسع كل من جيش الاحتلال وحزب الله ضرباتهما إلى ما هو أبعد من شريط الحدود الذي اعتاد الطرفان تركيز عمليات تبادل إطلاق النار فيه.