انتشرت مقاطع فيديو مصورة لأسرى فلسطينيين تم إطلاق سراحهم مؤخراً وهم يشرحون ظروف معايشتهم للتعذيب والإساءة أثناء الاعتقال في سجون الاحتلال.
وظهر في الفيديوهات عدد من الأسرى ال 50 الذين تم إطلاق سراحهم في 11 حزيران/يونيو عبر معبر زيكيم غرب بيت لاهيا شمال غزة، والذين يتلقون العلاج حالياً في مستشفى كمال عدوان.
وفي أحد الفيديوهات التي يتم تداولها عبر الإنترنت، يتذكر محمد العكلوك أحد المحررين وهو مريض بالسرطان أن زميلاً له يبلغ من العمر 31 عاماً قد استشهد بين ذراعيه بعد أن ضربه جنود الاحتلال على رأسه.
وقال: “كنت أقرأ القرآن عندما جاءت القوات الخاصة في جيش الاحتلال وطلب منا الجنود الاستلقاء على بطوننا”.
ويتذكر ما جرى مع رفيق قيده قائلاً: “ضربوه على رأسه، لقد مات بين ذراعي بعد أن طلب مني أن أرسل رسالة إلى والدته”.
وأردف الشاب يقول: “لقد أخذه عناصر قوات الاحتلال في كيس وكأنه دجاجة نافقة”.
ولفت العكلوك إلى أن زنزانته كانت صغيرة للغاية لدرجة أنه لم يكن بوسعه “رؤية ضوء النهار”، لذلك اضطر إلى تقدير أوقات صلاته من الظلال التي تلقيها الأعمدة.
وقال معتقلون سابقون آخرون تحدثوا إلى الجزيرة إنهم عوملوا “بشكل أسوأ من الكلاب”، موضحين: “كنا نتعرض للصفع والإذلال وكان الجنود يقومون بوخزنا والتبول والبصاق وإفراغ علب المشروبات علينا خلال نقلنا داخل الشاحنة في الطريق إلى السجن”.
وأفاد أحدهم أنهم “كانوا يُنقلون باستمرار من مكان إلى آخر”، وأن القيود التي كانت تُكبّل أيديهم لم تُرفع قط.
وقال آخرون إن سوء المعاملة أدى إلى إصابة بعض المعتقلين بنوبات صرع، وأنهم “لم يتلقوا أي رعاية”.
وأفاد أحد المعتقلين أن آسريه وضعوا سنداناً على صدره، في حين أكد العكلوك: “كان الموت معنا كل يوم”.
هذا وكشفت تقارير نُشرت مؤخراً عن الاعتداء الجنسي والتعذيب المنهجي الذي مارسته قوات الاحتلال ضد الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين أثناء العدوان على غزة.
وفي يوم الأربعاء، خلص تقرير نشرته لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إلى أن وتيرة وشدة الانتهاكات الجنسية تعني أنها كانت على الأرجح “جزءاً من إجراءات عمل قوات الاحتلال.
كما كشف تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز على مدى ثلاثة أشهر ونشر في السادس من حزيران/يونيو عن انتهاكات جنسية وتعذيب ممنهجين ضد الفلسطينيين المعتقلين في قاعدة سدي تيمان العسكرية.
ووصف أحد المعتقلين، ويدعى فادي بكر، وهو طالب قانون من مدينة غزة، استجوابه الذي استمر أربعة أيام بأنه “أسوأ أربعة أيام في حياتي”.
وفي آذار/مارس، أورد موقع ميدل إيست آي شهادات من فلسطينيين اعتقلتهم قوات الاحتلال، قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب الجسدي بإطلاق الكلاب عليهم وبالكهرباء، وخضعوا لعمليات إعدام وهمية، واحتُجزوا في ظروف مهينة ومذلة.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)