اعتقلت قوى الأمن المصرية أكثر من 250 مشجعاً لنادي الأهلي لكرة القدم في استاد برج العرب في الإسكندرية بسبب رفعهم العلم الفلسطيني والهتاف تضامناً مع غزة.
ووصفت المفوضية المصرية للحقوق والحريات هذه الحملة بأنها الأحدث في سلسلة من التدابير ضد النشاط المؤيد لفلسطين في مصر منذ تشرين الأول/أكتوبر، حيث اعتقلت أكثر من 120 شخصاً لاحتجاجهم على عدوان الاحتلال على غزة، بما في ذلك طلاب وطفلان.
وتعرض المشجعون للاعتقال خلال مباراة فريقهم ضد فريق فاركو المصري يوم الجمعة والتي انتهت بنتيجة 2-1 لصالح الأهلي.
وذكرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات أن من بين المعتقلين أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، مشيرة إلى أن السلطات لم تؤكد بعد اعتقال المشجعين الذين أطلق سراح العديد منهم بعد يوم واحد من توقيفهم.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت انسحاب مشجعي الأهلي من المدرجات خلال مباراة فريقهم في الدوري الممتاز ضد فاركو بعد خمس دقائق من انطلاق المباراة، وسط هتافات مثل “انسوا المباراة… فلسطين أهم”.
وأُطلقت الهتافات رداً على طرد أحد المشجعين لرفعه العلم الفلسطيني، وفقاً لمجموعة “الموقف المصري” الناشطة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقالت المجموعة: “لقد تابعنا مشاهد لمجموعة أخرى تحاول رفع العلم الفلسطيني تعبيراً عن تضامنها”.
وحظرت القاهرة استخدام أي لافتات أو هتافات لا علاقة لها بالرياضة خلال المباريات منذ أيار/مايو، حيث امتثل المشجعون لهذه التعليمات بشكل كبير.
غير أن مشجعي الأهلي أداروا ظهورهم للملعب عندما بدأ محمد رمضان، المغني والممثل المصري، في الغناء قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا الشهر الماضي.
وقال المشجعون إنهم قلدوا وضعية حنظلة، وهي شخصية كرتونية شهيرة ابتكرها الفنان الفلسطيني ناجي العلي، وهتفوا: “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.
ويتناقض هذا القمع مع التصريحات المعلنة التي أدلت بها مصر ضد حرب الاحتلال على غزة، بما في ذلك زعمها إنها ستنضم إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية.
ويتمتع النادي الأهلي بقاعدة جماهيرية كبيرة في غزة، وهو الأكثر نجاحاً في أفريقيا، وقد فاز هذا العام بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الحادية عشرة ولقب الدوري المصري الممتاز للمرة الثالثة والأربعين، كما تم اختياره لحمل لقب نادي القرن في أفريقيا.