انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مقاطع فيديو تظهر شابا فلسطينيًا يُدعى بدر دحلان بعدما أفرج عنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس الماضي، ضمن فوج من 33 معتقلًا من قطاع غزة عبر معبر كيسوفيم (القرارة) العسكري شرق قطاع غزة.
ومن بين هؤلاء المعتقلين، تم نقل أربعة إلى مستشفى شهداء الأقصى، بينهم الشاب بدر دحلان بعد شهر من اعتقاله.
وظهرت صورة بدر دحلان على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بدت عليه علامات اضطراب نفسي، ما أثار تساؤلات حول ما تعرض له أثناء فترة احتجازه.
وبحسب شبكة “بي بي سي” أفاد طبيب في مستشفى شهداء الأقصى، بأن بدر يعاني من اضطراب نفسي ناتج عن التعذيب والظروف القاسية التي تعرض لها خلال الاعتقال.
وقال بكلمات موجزة ومشوشة: إنه يبحث عن مكان عائلته، وإنه سمع أن منطقة خان يونس قد دُمرت بالكامل، مضيفا أنه لا يرغب حاليا إلا برؤية أهله والخروج من هنا.
من جهته، قال محمد هاشم دحلان، وهو ابن عم بدر: إن بدر متزوج وأب لفتاة صغيرة، ولم يكن يعاني من أي مشاكل نفسية في السابق، لكن الظروف أدت إلى مرضه الأخير، والذي تفاقم بعد غزو رفح.. لقد بذلنا الكثير من الجهود للحصول على أدويته لكن دون جدوى.. ونتيجة لذلك، لم يتناول أدويته لمدة ستة أشهر، وهكذا أصبح غير قادر على التعرف على محيطه.
وأوضح محمد أن بدر كان يعيش في خيمة قريبة من جامعة الأقصى في خان يونس، مع والده وإخوته، فيما غادرت والدته للعلاج في مصر، مشيرا إلى أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقلوا بدر بعد أن ضل طريقه بسبب حالته النفسية المتفاقمة نتيجة عدم تناول الأدوية.
وأضاف أن العائلة تلقت اتصالًا يفيد بأن بدر موجود في إحدى مدارس دير البلح بعد خروجه من المستشفى، مؤكدًا أن بدر يحتاج إلى علاج نفسي لاستعادة صحته.
وقال الطبيب في مستشفى شهداء الأقصى، إنه سأل السجناء المفرج عنهم عن ظروف احتجازهم في السجون الإسرائيلية، حيث رووا له تعرضهم للضرب والإهانة والبصق والتعرية وهجوم الكلاب البوليسية.
وأشار الطبيب إلى أن “بدر تعرض للتعذيب مما أدى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية وأفقده عقله وإنسانيته ولم يعد قادرًا على التصرف بشكل صحيح”.