قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه ليس هناك ثمة مؤشرات على أن إسرائيل خففت من شدة هجومها على قطاع غزة، على الرغم من تصريحات قادتها بأنها تحولت إلى مرحلة أقل شدة.
وأضاف بلينكن في فعالية نظمها معهد بروكينجز للأبحاث في واشنطن العاصمة يوم الاثنين: “لقد سمعنا الإسرائيليين يتحدثون عن خفض كبير في عملياتهم في غزة، ويبقى أن نرى ذلك”.
ولعدة أسابيع مضت، كان المسؤولون في دولة الاحتلال قد أشاروا إلى أنهم يخففون من حدة هجومهم على قطاع غزة، حتى في ظل استمرار جيشهم في قصفه.
وأسفرت هجمات الاحتلال الأخيرة إلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء المدنيين بينهم ما لا يقل عن 40 شهيداً و 224 جريحاً خلال يوم السبت فقط.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 37843 على الأقل، بالإضافة إلى 86858 جريح منذ بدء عدوان الاحتلال على القطاع.
وخلال الشهر الماضي، قال رئيس أركان الاحتلال هيرتسي هاليفي أن دولة الاحتلال مستعدة لتحقيق أهدافها العسكرية في مدينة رفح الحدودية جنوب غزة، وأنها بصدد خفض منسوب حدة القتال.
وأضاف هاليفي “نحن نقترب بوضوح من النقطة التي يمكننا أن نقول عندها أننا قمنا بتفكيك لواء رفح”.
ومن المرجح أن تراقب إيران وحليفها حزب الله، الذي كان منخرطاً في صراع متصاعد عبر الحدود مع الاحتلال، تقييم بلينكن بأنه لم يكن هناك أي تراجع في هجوم الاحتلال على غزة.
وكان موقع ميدل إيست آي قد ذكر خلال الشهر الماضي أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين أبلغ حزب الله عبر وسطاء أن دولة الاحتلال تتوقع ما يقرب من خمسة أسابيع أخرى من القتال العنيف في غزة، وبعد ذلك ستوقف هجومها الرئيسي على القطاع الفلسطيني.
وذكرت الولايات المتحدة أن “الهدوء” في القتال في غزة سيوفر فرصة لحزب الله للتوصل إلى هدنة مع الدولة العبرية بغض النظر عما إذا كانت حماس والاحتلال قد وافقا على وقف إطلاق النار أم لا، وهو الافتراض الذي رفضه الحزب اللبناني.
وقال بلينكن “إسرائيل لا تريد حرباً، على الرغم من أنها قد تكون مستعدة للانخراط في حرب إذا لزم الأمر من وجهة نظرها لحماية مصالحها، لكنها لا تريد حرباً، ولا أعتقد أن حزب الله أو إيران أيضاً يريدان الحرب”.
وذكر موقع ميدل إيست آي يوم الجمعة أن مسؤولي الدفاع والاستخبارات الأميركيين قلقون من أن غزو الاحتلال للبنان قد يشعل فتيل حلفاء إيران في المنطقة ويعزز التعاون العسكري لطهران مع روسيا.
ورأى بلينكن أن الولايات المتحدة تقدمت في الحوارات مع الدول الإقليمية حول خطة ما بعد الحرب في غزة، وأنها وصلت إلى مرحلة تبادل “أفكار ومقترحات ملموسة” مع الحلفاء الإقليميين لغزة ما بعد الحرب، حتى لا “تتجاوزها” في حالة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
هذا وواصلت القيادة السياسية في دولة الاحتلال استبعاد خطة اليوم التالي للقطاع، ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية أو المحادثات بشأن حل الدولتين.
غير أن غياب خطط اليوم التالي، منح حماس الفرصة لإعادة بنيتها في مناطق غزة حيث كانت دولة الاحتلال تعتقد أنها قضت على الحركة.
وأكد جيش الاحتلال يوم الخميس أنه أطلق عملية جديدة في حي الشجاعية بغزة، حيث أفاد الفلسطينيون هناك بتعرض المنطقة لقصف عنيف وتقدم للدبابات الامر الذي قاد إلى نزوح جماعي للسكان.
ويبدو أن مقترح وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أيار/مايو قد تعثر، حيث قدم كل طرف من أطراف الصراع وجهة نظر مختلفة حول ما يعنيه الاقتراح.
وبينما تصر الولايات المتحدة على أنها تضمن وقفاً دائماً للأعمال العدائية في غزة، تقول دولة الاحتلال أن الاتفاق سيسمح لها بضمان تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس.
ورغم ذلك، واصل بلينكن الزعم أن قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، كان المسؤول الوحيد عن رفض اقتراح بايدن.
وقال بلينكن: “بطريقة أو بأخرى، عندما ينتهي هذا الصراع، لا يمكن ولا ينبغي أن ينتهي بفراغ في غزة”.