أعلنت الولايات المتحدة عن تحقيق “اختراق” في محادثات وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال، مشيرة إلى أن الطرفين اقتربا من التوصل إلى اتفاق ينهي القتال الدائر في قطاع غزة.
وخلال مؤتمر عبر الهاتف يوم الخميس، قال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين : “لقد حققنا اختراقاً”، لكنه حذر في ذات الوقت من أن الأمر قد يستغرق أياماً لإبرام اتفاق، موضحاً أن هناك “عملاً مهمًا” لا يزال قائماً.
هذا وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت سابق من اليوم، ناقشا فيه دراسة الاحتلال لرد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار.
وقال بيان للبيت الأبيض عن المكالمة: “رحب الرئيس بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بتفويض مفاوضيه بالتعامل مع وسطاء أمريكيين وقطريين ومصريين في محاولة لإبرام الاتفاق”.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف من تحول وشيك لعدوان الاحتلال على غزة إلى حرب شاملة مع حزب الله.
وكان الحزب قد أعلن يوم الخميس إطلاقه أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة على دولة الاحتلال رداً على اغتيال أحد كبار قادته على يد جيش الاحتلال يوم الأربعاء.
وتصر الولايات المتحدة على أن الدولة العبرية مستعدة للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، حيث اعتبر المسؤول الأمريكي الكبير التطور الجديد ثمرةً لقيام حماس بإجراء “تعديل كبير” في مطالبها.
أما الحركة، فتؤكد أنها تريد ضمان أن يؤدي الانفاق الأولي لتبادل الأسرى إلى نهاية دائمة للحرب وأن لا يستأنف الاحتلال عدوانه على القطاع المحاصر.
وكانت دولة الاحتلال قد أعلنت مراراً وتكراراً أنها لن تتوقف عن القتال حتى تدمر قدرات حماس على الحكم وتقضي على إمكاناتها العسكرية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي كان قد كشف النقاب في الحادي والثلاثين من أيار/مايو عن مقترح لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل، قال إنه سيؤدي إلى إنهاء دائم للحرب.
لكن حماس اختلفت مع الاحتلال على جملة من النقاط الواردة في مقترح بايدن ومن بينها المرحلة الثانية، حيث اشترطت الحركة الفلسطينية سحب جميع قوات الاحتلال من قطاع غزة عند تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور.
وقال بايدن أن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت حماس وإسرائيل في المفاوضات في المرحلة الثالثة.
وأوضح مراسل أكسيوس باراك رافيد على منصة X أن إحدى ردود حماس على مقترح وقف إطلاق النار الجديد كانت تغيير النص في المادة 14 من المسودة والتي تنص على أن الولايات المتحدة وقطر ومصر “ستبذل قصارى جهدها” لمواصلة المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.
وطالبت حماس باستبدال عبارة “ستبذل قصارى جهدها” لتصبح “للالتزام” بمواصلة المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.
وفي إشارة إلى تقدم محادثات تبادل الأسرى، ذكرت وكالة رويترز أن رئيس جهاز مخابرات الاحتلال (الموساد) ديفيد برنياع سيسافر إلى قطر بنفسه لاستئناف المفاوضات.
ومن المتوقع أن تجري المحادثات يوم الجمعة، حيث سيلتقي برنياع برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ومن شأن التوصل إلى اتفاق في غزة، أن يوفر مخرجاً لصراع كبير يلوح شبحه في الأفق بين دولة الاحتلال وإيران.
وذكرت ميدل إيست آي الشهر الماضي أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين أبلغ حزب الله أن لديه خمسة أسابيع أخرى تقريباً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع الاحتلال أو أن الولايات المتحدة ستدعم هجوم حليفتها على الحزب المدعوم من إيران.
ويوم الاثنين، قال كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن طهران “ستستخدم كل الوسائل” للدفاع عن حزب الله، مما يمهد الطريق لصدام محتمل بين إيران والولايات المتحدة.
ووفقاً للمسؤول الأمريكي الكبير: “إذا كان لدينا وقف لإطلاق النار في غزة، فأعتقد أنه يوفر فرصة حقيقية لخفض التصعيد والتوصل إلى اتفاق دائم في لبنان”.
وتأتي المحادثات في الوقت الذي من المتوقع أن يلقي فيه نتنياهو كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس في تموز/يوليو الجاري، بينما تتزايد المخاوف بين الديمقراطيين بشأن فرص إعادة انتخاب بايدن في مواجهة دونالد ترامب.
وقد أدى دعم الولايات المتحدة لحرب الاحتلال إلى انقسام الحزب الديمقراطي بين التقدميين الذين يؤيدون وقف إطلاق النار وأنصار الاحتلال.