تحقيق جامعي ينصف أكاديمية أمريكية ويعيدها إلى العمل بعد إيقافها على خلفية تصريحات حول السابع من أكتوبر

تبنت كلية هوبارت وويليام سميث (HWS)نتائج لجنة التحقيق الرسمية في قضية فصل المحاضِرة الأكاديمية جودي دين من عملها في الكلية بعدما وصفت هجوم حماس على دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر بالــ “مبهج”.

وأوصت لجنة التحقيق بإعادة دين إلى عملها في التدريس بعد أن خلص التحقيق إلى أن تصريحاتها لم تعرض أياً من طلاب الكلية للخطر.

وأصدر عميد الكلية مارك جيران بياناً أعلن فيه أن التحقيق خلص إلى أن “سلوك البروفيسورة دين لم يرق إلى مستوى المضايقة أو التمييز بموجب القانون أو سياسة الكلية رغم أن بعض تصريحاتها تسببت بالضرر لأعضاء جامعتنا ومجتمعها ولم تتوافق مع قيمنا ومبادئنا المجتمعية”.

وقال جيران أن الكلية تبنت النتائج التي أوصى بها التحقيق وأن “البروفيسورة دين حرة في العودة إلى الفصل الدراسي هذا الخريف”.

وكانت دين، التي تعتبر منظّرة سياسية أمريكية رائدة، قد نشرت في نيسان/أبريل مقالاً بعنوان “فلسطين تتحدث باسم الجميع”، تطرقت فيه إلى إملاء الأوساط الأكاديمية الأمريكية على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس كيفية التفكير والشعور والحديث حول أحداث السابع من أكتوبر”.

واستندت دين في قالها بشكل جوهري حول كيفية قيام المؤسسات الأكاديمية الكبرى بإحباط التحليل المستقل واختيارها بدلاً من ذلك مراقبة الطريقة التي سيتم بها معالجة الأحداث في غزة.

وعقب نشر المقال، بادرت الكلية إلى إعفاء دين من مهامها كأستاذة في الكلية الجامعية، وإحالتها إلى ذمة التحقيق.

وذكر رئيس الكلية أنه تم اتخاذ الإجراءات بشأن احتمال شعور طلاب في الحرم الجامعي بالتهديد داخل الفصل الدراسي أو خارجه بسبب مقال دين.

ورحبت دين في رسالة بعثتها يوم الخميس عبر البريد الإلكتروني إلى مجتمع الكلية بنتائج التحقيق وقالت إنها تتطلع إلى إمكانية إنهاء الأمر، لكنها أعربت في ذات الوقت عن تحفظها على كيفية إجراء التحقيق، مبينة أن الكلية عينت محققاً لطلب الشكاوى عليها من الطلبة.

وأضافت: “تم الاتصال بأكثر من 100 فرد من مجتمع الكلية وسؤالهم عما إذا كانت لديهم معلومات ذات صلة بالتحقيق حول ما إذا كنت قد انتهكت سياسات أو معايير الكلية التي تحظر التحرش والتمييز، وقد أطلق المحقق على هذا اسم التواصل المستهدف”.

“بدلاً من السماح بالمناقشة والتفكير المدروس، كانت الإجراءات التي اتخذها رئيس [الكلية] تهدف إلى خنقها” – جودي دين، أكاديمية ومحاضرة في كلية هوبارت وويليام سميث (HWS) 

وأكدت دين في بريدها الإلكتروني أن محاميها الخاص اعترض على هذا الالتماس المتكرر للشكاوى، لكن المحقق استمر في طلبها، مشيرة إلى أنه كان “من الواضح أن هذه الجهود فشلت في رفع شكوى واحدة بشأن أي سلوك غير قانوني من جهتي”.

وأوضحت دين أن المحقق خلص إلى أنها لم تضايق أو تميز ضد أي شخص، بل إنه نقل عن الطلاب من مختلف الخلفيات بمن فيهم اليهود و/أو الإسرائيليين شهادتهم ب “تجارب إيجابية في الفصل الدراسي للأستاذ دين”.

وأشار الطلاب إلى أن دين كانت تعزز النقاش الصحي وتسامحت مع وجهات النظر المتعارضة و “لم تضف آراء شخصية حول الصراع، واحتفظت بالمناقشات حول أحداث السابع من أكتوبر في سياق أكاديمي”.

يذكر أن عدوان الاحتلال على غزة قد كشف النقاب عن العديد من الصدوع في الجامعات الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بحرية التعبير عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، أصبحت دين واحدة من العديد من الأساتذة الذين واجهوا اللوم أو تعليق العمل أو فقدان الوظيفة بسبب تعبيرهم عن آراء أو أفكار تتحدى الرواية الأمريكية السائدة حول أحداث السابع من أكتوبر، أو عدوان الاحتلال على غزة.

وبعد قرار كلية هوبارت وويليام سميث (HWS) بإبعاد دين عن الفصل الدراسي في وقت سابق من هذا العام، أعرب العديد من الأكاديميين عن غضبهم من معاملتها، معتبرين أن تعليق عملها كان له “تأثير مروع” على الموظفين والطلاب.

وقال بول باسافانت، أستاذ السياسة في الكلية خلال نيسان/أبريل: “لقد كان لذلك تأثير مروع على أعضاء هيئة التدريس الدائمين وغير الدائمين وعلى مجتمع الكلية برمته بمن فيهم الطلاب، ذلك أن تحديد شخص ما وتعريضه لإجراءات تأديبية ينتهك إجراءاتنا المؤسسية”.

وأضاف باسافانت “إنه انتهاك كامل للحرية الأكاديمية، وينتهك نزاهة المؤسسة كمؤسسة أكاديمية”.

مقالات ذات صلة