لقد أبدت الإمارات تأييدها لنشر قوة دولية لإرساء “القانون والنظام” في قطاع غزة المحاصر تحت رعاية السلطة الفلسطينية، وذلك يعتبر أوضح إشارة حتى الآن على أن القوى الخليجية تقترب من التوصل إلى اتفاق حول السيطرة على غزة ما بعد الحرب، وهو أمر مارست الولايات المتحدة ضغوطاً لإنجاحه.
جاء ذلك على لسان سفيرة الإمارات السابقة لدى الأمم المتحدة ومساعدة وزير الشؤون السياسية في الإمارات، لانا نسيبة، في مقال رأي نشرته صحيفة فايننشال تايمز، دعت فيه إلى “تشكيل بعثة دولية مؤقتة تستجيب للأزمة الإنسانية وترسي القانون والنظام وتضع أسس الحكم وتمهد الطريق لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية المحتلة”.
يذكر أن الولايات المتحدة تعمل على صياغة خطة أمنية لغزة ما بعد الحرب، فقد أفاد موقع ميدل إيست آي قبل أسابيع، إلى أن الولايات المتحدة تدرس خططاً لنقل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية التي تعتبر إسرائيل مسؤولة عنها منذ عام 2021.
“لقاء بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان وحسين الشيخ، نائب عباس، قد تحول إلى صراخ وصف فيه المسؤول الإماراتي القيادة الفلسطينية بـ “علي بابا والأربعين حرامي” موقع أكسيوس
في حديثه لموقع ميدل إيست آي، أوضح مسؤول عسكري أمريكي كبير إلى أن البحرين أبلغت الولايات المتحدة بأنها مستعدة لنشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة.
رغم أن نسيبة لم تنسب بيانها إلى وزارة الخارجية الإماراتية، ولكن ذلك مفهوم بحكم منصبها، وهي تصريحات من المرجح أن تثير غضب حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007.
لانا نسيبة: دبلوماسية إماراتية من أصول فلسطينية
يذكر أن لانا نسيبة، التي تنحدر من أصول فلسطينية، قد تنحت عن تمثيل الإمارات في الأمم المتحدة في إبريل الماضي، وخلال فترة عملها، فقد دافعت بقوة عن مواقف أبوظبي في الصراعات من ليبيا إلى اليمن، كما برزت كمتحدثة قوية باسم الإمارات في وسائل الإعلام الأمريكية، وكانت تتمتع بعلاقات جيدة مع سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة.
عملت نسيبة أيضاً بشكل وثيق مع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، وكان مكتبها في الأمم المتحدة يضم بعض المواطنين الفلسطينيين الذين يمثلون الإمارات.
تنحدر نسيبة من عائلة بارزة في القدس، حيث خدم جدها في الحكومة الأردنية عندما كانت القدس الشرقية جزءاً من المملكة الهاشمية، وكان والدها زكي نسيبة مستشاراً مقرباً لزايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات.
رئيس جديد للسلطة الفلسطينية
في مقالها، لم تذكر نسيبة حماس بالاسم، لكنها قالت إن “الوجود الدولي المؤقت في غزة لا يمكن أن يأتي إلا بدعوة رسمية من السلطة الفلسطينية”، كما دعت إلى تعيين رئيس وزراء فلسطيني جديد “متمكن وذو مصداقية ومستقل، للقيام بالإصلاحات الضرورية لتحسين الحكم لجميع الفلسطينيين وقادر على تحمل مسؤولية إعادة بناء غزة”.
تأتي دعوة نسيبة لتعيين رئيس وزراء جديد في أعقاب تقارير تفيد بأن أبو ظبي لا تعتقد أن السلطة الفلسطينية تسعى بجدية إلى الإصلاحات، ففي إبريل الماضي، أفاد موقع “أكسيوس” أن لقاء بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان وحسين الشيخ، نائب عباس، قد تحول إلى صراخ وصف فيه المسؤول الإماراتي القيادة الفلسطينية بـ “علي بابا والأربعين حرامي”.
من الملاحظات المهمة، أن مقالة نسيبة لم تقل أن المهمة الدولية تتطلب تفويضاً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما أيدت الجامعة العربية نشر قوة دولية تدعمها الأمم المتحدة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة في مايو.
أضافت نسيبة أيضاً أن “القوة الدولية لن تحقق الاستقرار في غزة ما لم ترفع إسرائيل حصارها المستمر منذ عام على قطاع غزة وتنهي بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة”، وهي خطوات من المرجح أن لا تبدأ مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو!