نشر ثلاثة عشر مرشحاً من الذين خاضوا الانتخابات العامة في المملكة المتحدة بصفة مستقلين رسالة عبروا فيها عن رفضهم للمزاعم بأن حملاتهم الانتخابية الداعمة للفلسطينيين اتسمت بالكراهية والخوف.
واتهم المرشحون ومن بينهم حليف نيلسون مانديلا السابق أندرو فينشتاين مثيري المزاعم التي روجتها وسائل الإعلام ببث العنصرية والذعر المصطنع.
ومن بين المرشحين المستقلين الموقعين على الرسالة أيضاً كاسي بيلينجهام، وأزهر تشوهان، وإيما دنت كواد، وفيونا لالي، وتانوشكا مرح.
وكان عدد من نواب حزب العمّال البريطاني قد ادعوا أن أعضاء الحزب تعرضوا للترهيب والإساءة، في إشارة إلى حملات المرشحين المستقلين المؤيدة للفلسطينيين.
هذا ونددت وزيرة الداخلية البريطانية إيفات كوبر يوم الاثنين “بالارتفاع المثير للقلق في الترهيب والمضايقة والإساءة تجاه المرشحين والناشطين والمتطوعين من جميع الأحزاب”.
وتعهدت كوبر بأن تعمل وزارة الداخلية على مراجعة الانتخابات لتقييم مستويات المضايقات التي واجهها المرشحون.
من ناحيته، زعم جون وودكوك، مستشار الحكومة بشأن العنف السياسي، أن “المتطرفين شنوا حملة منظمة لخلق جو معادٍ للنواب داخل دوائرهم الانتخابية لإجبارهم على الرضوخ للمطالب السياسية”.
وسبق أن تم تعليق عضوية وودكوك في حزب العمال عام 2018 بسبب اتهامات بإرسال رسائل نصية غير لائقة إلى أحد أعضاء طاقمه السابقين.
ويشغل السياسي البريطاني وودكوك حالياً مقعداً في مجلس اللوردات بصفته عضواً في البرلمان عن حزب العمال.
وفيما يتعلق بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترمب نهاية الأسبوع الماضي، قال وودكوك يوم الاثنين إنه يخشى وقوع اغتيال سياسي بريطانيا، علماً أن نائبين بريطانيين قتلا منذ عام 2016.
إلى ذلك، زعم جون آشورث، عضو البرلمان العمالي السابق عن ليستر ساوث الذي أطاح به النائب المستقل المؤيد للفلسطينيين شوكت آدم، أنه اختبأ من المحتجين المؤيدين للفلسطينيين أثناء الحملة الانتخابية بعدما صرخوا بوصفه بأنه “جون الإبادة الجماعية”.
ورغم أن آشورث لم يتهم حملة آدم بالترهيب، إلا أنه قال الأسبوع الماضي أن الحملة الانتخابية بشكل عام “كانت تديرها أقلية من المتنمرين والمتكبرين”.
وانتقد أشورث علناً حملة “التصويت الإسلامي”، وهي حملة دعمت المرشحين المؤيدين للفلسطينيين خلال الانتخابات.
وتعرض أشورث لانتقادات من العديد من الناخبين في ليستر ساوث بعد امتناعه عن التصويت في البرلمان على وقف إطلاق النار في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وكان زعيم حزب العمال كير ستارمر قد منع نواب الحزب من التصويت لصالح الاقتراح.
بدورها، زعمت جيس فيليبس، عضو البرلمان عن حزب العمال في برمنغهام ياردلي، التي تم تخفيض أغلبيتها من قبل مرشح حزب العمال جودي ماكنتاير، أنها تعرضن للترهيب أثناء الحملة الانتخابية.
وكذلك فعلت شبانة محمود، وزيرة العدل التي احتفظت بمقعدها في برمنغهام ليدي وود، وقالت: “كانت هذه حملة ملطخة بالمضايقات والترهيب”، مضيفة أن بعض الناس حاولوا “إنكار” إيمانها الإسلامي بسبب عضويتها في حزب العمال.
وذكرت روشانارا علي، عضو البرلمان عن حزب العمال في بيثنال جرين وستيبني، أنها بحاجة إلى حماية الشرطة بعد تلقيها تهديدات بالقتل.
وتعرض كل من فيليبس ومحمود وعلي لانخفاض كبير في الأصوات التي حصلوا عليها سابقاً أمام المرشحين المنافسين المؤيدين للفلسطينيين.
كما نشرت العديد من الصحف الوطنية البريطانية مقالات رأي تتهم المستقلين المؤيدين للفلسطينيين بالطائفية والكراهية والترهيب.
أخبار، المملكة المتحدة، تحريض، الانتخابات البريطانية، حزب العمال، المرشحون المؤيدون الفلسطينيين
لكن المرشحين المستقلين الذين وقعوا على رسالة يوم الخميس الموجهة إلى أعضاء الصحافة أكدوا أن التشكيك في السجلات المتعلقة بمعارضة بعض أسوأ الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي ليست ترهيباً”.
وقالت الرسالة لن انتخاب خمسة نواب مستقلين مؤيدين للفلسطينيين يعكس “رغبة في التمثيل في قضايا حاسمة مثل فلسطين والسياسة الخارجية للمملكة المتحدة”.
ودعت الرسالة وسائل الإعلام إلى “احترام العملية الديمقراطية وإرادة الشعب، والامتناع عن إساءة تصنيف الحركات الشعبية أو تهميشها”.
وانتقدت الرسالة حزب العمال تحت قيادة ستارمر، زاعمةً أن الحزب “يهدف إلى نزع الشرعية عن المرشحين المستقلين ذوي الميول اليسارية الذين يقدمون بدائل تقدمية، وتصويرهم على أنهم متسلطون لصرف الانتباه عن السخط السياسي الحقيقي والمطالبة بالتغيير”.
وتعرض مكتب حملة تانوشكا مرح، وهي بريطانية من أصل فلسطيني وترشحت في هوف وبورتسليد، للتخريب قبل أيام من الانتخابات.