وقعت عدة فصائل فلسطينية بينها حركتا حماس وفتح يوم الثلاثاء اتفاق “الوحدة الوطنية” في العاصمة الصينية بكين.
ويهدف توقيع الاتفاق إلى إنهاء الانقسام بين الحركتين وإنشاء منصة يمكن من خلالها إدارة شؤون قطاع غزة بشكل مشترك بعد الحرب.
وقال عضو القيادة السياسية لحركة حماس موسى أبو مرزوق للصحفيين: “وقعنا اليوم اتفاقاً للوحدة الوطنية ونقول أن الطريق لإكمال هذه الرحلة هو الوحدة الوطنية”.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، عن أبو مرزوق قوله: “نحن ملتزمون بالوحدة الوطنية وندعو إليها”.
وجاء توقيع الاتفاق ليتوج مباحثات استمرت ثلاثة أيام حول المصالحة شارك فيها 14 فصيلاً فلسطينياً في العاصمة الصينية.
ووصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاتفاق بأنه وثيقة لحكم قطاع غزة بشكل جماعي بمجرد انتهاء الحرب الجارية.
وأوضح أن أبرز ما تم التوصل إليه هو “الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة حول إدارة غزة بعد الحرب”.
وقال الوزير الصيني أن “المصالحة مسألة داخلية للفصائل الفلسطينية، ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن تحقيقها دون دعم المجتمع الدولي”.
وكانت عدة محاولات للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية قد أخفقت في الماضي، لكن الدعوات لاستئناف الحوار تجددت منذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
وسبق أن التقت حماس وفتح في الصين في نيسان/أبريل لمناقشة جهود المصالحة لإنهاء 17 عاماً من النزاع.
وتدير السلطة الفلسطينية بقيادة فتح الضفة الغربية المحتلة جزئياً، في حين كانت حماس القوة الحاكمة بحكم الأمر الواقع في غزة قبل العدوان الحالي.
واحتدم التنافس السياسي بين الحركتين لعقود من الزمن، وتحول إلى قتال مسلح عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية في عام 2006، مما أدى إلى سيطرة حماس الكاملة على قطاع غزة.
وفي أيار/مايو، قال مصدر فلسطيني مطلع أن حركة حماس مستعدة لإظهار “المرونة” بشأن الحكم المستقبلي لغزة، شريطة أن يستند ذلك إلى قرار وطني من الفصائل الفلسطينية بعيداً عن إملاءات الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ورداً على الاتفاق، انتقد وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يرأس حركة فتح كذلك.
وقال كاتس على X: “بدلاً من رفض الإرهاب، يحتضن محمود عباس قتلة ومغتصبي حماس، ويكشف عن وجهه الحقيقي، في الواقع، هذا الاتفاق لن يطبق لأن حكم حماس سيتم سحقه، وسيراقب عباس غزة من بعيد، وسيبقى أمن إسرائيل في يدها هي وحدها”.