حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار مرض شلل الأطفال في قطاع غزة جراء انهيار نظام الصرف الصحي في القطاع الفلسطيني.
وشرعت دولة الاحتلال في تقديم لقاحات شلل الأطفال لقواتها التي تقاتل في غزة بعد اكتشاف آثار للفيروس في عينات اختبار جمعت من المنطقة.
وأوضح أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية المحتلة، أن فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني المنتشر تم عزله من عينات بيئية من مياه الصرف الصحي.
وقال للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس: “هناك خطر كبير لانتشار فيروس شلل الأطفال ليس فقط بسبب اكتشافه، ولكن بسبب الوضع المروع للغاية فيما يتعلق بالصرف الصحي للمياه”.
وأوضح أن الفايروس قد ينتشر أيضاً على المستوى الدولي وبمستوى عدوى مرتفع جداً.
وذكر المسؤول الأممي أنه من المقرر أن يصل عمال منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى غزة يوم الخميس لجمع عينات من البراز البشري كجزء من عملية تقييم المخاطر.
وقال سباربيكوف إنه يأمل أن يتم الانتهاء من ذلك قبل نهاية الأسبوع والسماح بإصدار توصيات، “بما في ذلك الحاجة إلى حملة تطعيم جماعية وكذلك نوع اللقاح الذي يجب استخدامه والفئة العمرية من السكان التي ستحتاج إلى التطعيم”.
ومنذ بدأت دولة الاحتلال عدوانها على غزة في تشرين الأول/أكتوبر، صدرت تحذيرات متكررة بشأن تفشي الأوبئة الفيروسية المحتملة نتيجة لتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي.
وخلال الأسبوع الماضي، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مستشفاها وجميع المرافق الصحية في جنوب غزة وصلت إلى “نقطة الانهيار” وأصبحت قادرة على علاج أولئك الذين يعانون من جروح تهدد حياتهم.
وقالت المنظمة في بيان لها أن مستشفاها الميداني الذي يضم 60 سريراً في رفح كان قد وصل إلى الحد الأقصى بعد “الإصابات الجماعية” ومن بينها تلك الناجمة عن غارات الاحتلال الدموية على مخيم المواصي للاجئين، والتي أسفرت عن استشهاد 90 فلسطينياً على الأقل الأسبوع الماضي.
وأفاد الصليب الأحمر أنه استقبل 26 شخصاً يحتاجون إلى دخول المستشفى بسبب الشظايا والجروح الأخرى في أعقاب الغارات.
وأضاف أن الضغط الهائل أجبر الأطباء على اتخاذ “خيارات صعبة” بشأن من يتلقى العلاج.
وقال سباربيكوف إنه “قلق للغاية بشأن تفشي المرض في غزة”، موضحاً: “القلق ليس من شلل الأطفال فقط، بل من تفشي وبائيات مختلفة من الأمراض المعدية”.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه شرع بتنفيذ “عملية تطعيم واسعة النطاق لجميع عناصر القوات البرية، سواء النظامية أو الاحتياطية”.
وذكر الجيش أنه يعمل أيضاً مع منظمات أخرى لإيصال اللقاحات لسكان غزة الفلسطينيين، وأن 300 ألف لقاح تم توفيرها حتى الآن.