أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن غارات الاحتلال الجوية على مدرسة للبنات في دير البلح، وسط غزة، أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينياً على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وكانت مدرسة خديجة للبنات تؤوي أكثر من 4000 فلسطيني نازح، وفقاً لمسؤولي الدفاع المدني في القطاع، وكانت تضم مستشفى ميدانياً أيضاً.
وقال فضل كشكو، 22 عاماً الذي كان يقيم في المدرسة مع جدته المريضة وابن أخيه: “أنا محظوظ جداً لأنني نجوت، حيث تم استهداف المبنى الذي احتميت فيه بشكل مباشر، وكانت المسافة بيني وبين الصاروخ متراً واحداً فقط.
نزح كشكو وأقاربه منذ ذلك الحين إلى خان يونس، حيث يشن جيش الاحتلال حالياً عمليات في مناطق تم تصنيفها سابقاً كمناطق إنسانية.
وأضاف كيشكو: “لا يوجد شيء يمكنني فعله، أنا نازح من شمال غزة، وهذه جولة أخرى من النزوح، لا أعرف إلى أين يجب أن أذهب”.
وأطلقت مقاتلات الاحتلال ثلاثة صواريخ على المستشفى الميداني في المدرسة، وفقاً لبيان صادر عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
وزعم جيش الاحتلال أنه ضرب “مركز قيادة وسيطرة” لحماس داخل في المدرسة، دون تقديم أي دليل.
واستخدم الجيش بانتظام هذا الادعاء لتبرير الضربات على المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى في غزة، لكنه بالكاد قدم أدلة على مزاعمه.
وأظهرت لقطات من مكان العدوان يوم السبت أرضية المدرسة مليئة بالحطام بينما حاول رجال الإنقاذ انتشال الجثث ونقل الجرحى الفلسطينيين.
وصف كيشكو “الدماء المتناثرة على الأرضيات، فيما كانت الأمهات يبكين من الألم والذعر”.
“لا يستطيع امرء حتى أن يتخيل أن هذا يمكن أن يحدث، إنها مدرسة تؤوي في الأصل ناجين من الحرب والجرحى ومرافقيهم، لا أستطيع حتى أن أتنفس، لا أستطيع التحدث، لم أعد أشعر بأنني سأبقى على قيد الحياة، أنا مرعوب ومذعور” – فضل كيشكو، شاهد عيان.
من جهته، قال شاهد العيان مصطفى الرفاتي أنه رأى “أطفالاً ونساءً ورؤوساً وأذرعاً وأرجلاً ومشهداً من الأشباح”.
ووصف رؤية مشهداً مروعاً آخر للشخص الذي كان يقف بجانبه وهو يطير فجأة في اللحظة التي ضربت فيها الغارات.
وأضاف الرفاتي: “اعتقدت أنني أحلم، ظللت أضرب نفسي لأنني لم أستطع تصديق ما كان يحدث”.
ومن ناحيتها، قالت أم أحمد فايد، وهي نازحة لجأت إلى المدرسة مع عائلتها، أنها لم تتمكن من العثور على ابنتها بعد الضربة.
وتابعت: “لا أعرف أين ابنتي، لقد دمرت الغارات ملابسها وسريرها وكل أغراضها، لكنني لا أعرف ما إذا كانوا قد أنقذوها، أو إذا كانت ميتة، أو إذا كانت على قيد الحياة، لا أعرف، أنا أبحث عنها في كل مكان”.
كانت ابنة أم أحمد تقيم في غرفة مع فتيات نازحات أخريات، تضررت في الغارة، في حين كانت والدتها تعتني بزوجها، الذي تم إحضاره إلى المدرسة من مستشفى شهداء الأقصى قبل وقت قصير من الهجوم على المدرسة.
وأوضحت أم أحمد: “تم نقل زوجي من مستشفى الأقصى إلى هنا لأنه كان من المفترض أن يكون هذا مكاناً آمناً، ولكن لا يوجد مكان آمن في غزة”.
واستشهد أكثر من 39 ألف فلسطيني بسبب عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.