ذكر مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام محلية أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حكم على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالموت من خلال التلميح إلى أن حماس كانت العقبة أمام التوصل إلى اتفاق من بعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأوضحت المصادر أن تصريحات بلينكن التي عبر فيها عن “تفاؤله” بنتيجة الجولة الأخيرة من المفاوضات ربما أفضت إلى إفساد فرصة النجاح.
وكانت المفاوضات لإنهاء عدوان الاحتلال المستمر منذ شهور على غزة قد توقفت في الأيام الأخيرة عند مطالب نتنياهو بأن تحتفظ دولة الاحتلال بالسيطرة على ممري فيلادلفيا ونتساريم.
وممر فيلادلفيا هو منطقة عازلة منزوعة السلاح بطول 14 كيلومتراً وعرض 100 متر على طول الحدود بين غزة ومصر، وقد تم إنشاؤها بموجب اتفاقيتين مصرية إسرائيلية في عامي 1979 و2005.
أما ممر نتساريم فهو شريط بري بطول 6 كيلومترات يقسم شمال وجنوب غزة وقد أنشأه جيش الاحتلال خلال العدوان الحالي على القطاع.
وتعهد نتنياهو مراراً وتكراراً بأن تحتفظ دولة الاحتلال بالسيطرة على هذه المناطق وتحافظ على الوجود العسكري عند معبر رفح الحدودي، وهو شريان حياة حيوي للمساعدات والسلع التجارية تم إغلاقه منذ أوائل مايو/أيار.
من جهته، كان بلينكن قد أعلن يوم الاثنين أن نتنياهو قبل “اقتراحاً تقريبياً” تقدمت به واشنطن يتضمن “خطة مفصلة” لانسحاب جنود الاحتلال من غزة.
وقالت مصادر مطلعة لموقع واي نت يوم الأربعاء أن تصريحات بلينكن، التي قال فيها إن الكرة الآن في ملعب حماس، من المرجح أنها أفسدت فرص نقل المفاوضات إلى القمة المقرر عقدها في القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع وعقدت إمكانية الاتفاق على صفقة.
“بلينكن ارتكب خطأً خطيراً للغاية هنا يشير إلى البراءة والسذاجة والافتقار إلى الفهم والتصرف كهاوٍ” – مصدر إسرائيلي
وأضافت المصادر أن بلينكن “بث التفاؤل من الاعتبارات السياسية الداخلية الأمريكية، حتى يمر المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو بسلاسة، لكن كبار المسؤولين في فريق التفاوض الإسرائيلي الذين استمعوا إلى مؤتمره الصحفي أرادوا تبديد التكهنات”.
وقالت المصادر إن بلينكن قدم لنتنياهو “هدية” بهذه التعليقات، وقوض المفاوضات بشكل مدمر.
وتكهنت المصادر بأنه: “لن يكون هناك اتفاق ولن تكون هناك قمة إذا استمر الإصرار الإسرائيلي على نشر القوات على طول محور فيلادلفيا”.
وتابعت: “ما يعنيه كلام بلينكن هو أن الولايات المتحدة تدعم نتنياهو لبقاء قوات الاحتلال في فيلادلفيا، بينما يرفض المصريون وحماس”.
وخلال يوم الثلاثاء، قالت مصادر مقربة من حماس أن الحركة لن تتعاطى مع أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لأنه ينحرف عن الخطوط العريضة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن في مايو/أيار.
وقالت المصادر أن الاقتراح الجديد، الذي نوقش في قطر الأسبوع الماضي، يختلف عما وافقت عليه حماس سابقاً ويتضمن مطالب إضافية من نتنياهو وجدتها حماس غير مقبولة.
وأصدرت حماس بياناً يوم الثلاثاء أكدت فيه التزامها باقتراح 2 يوليو/تموز، بناءً على إعلان بايدن في 31 مايو/أيار.
ووصفت الحركة المقترح الجديد بأنه “تراجع” عن الخطط السابقة المدعومة من الولايات المتحدة و”استسلام أمريكي لشروط نتنياهو الإرهابية الجديدة وخططه الإجرامية تجاه قطاع غزة”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبرت ثلاثة مصادر مصرية رفيعة المستوى موقع ميدل إيست آي أن مصر وإسرائيل توصلتا إلى تفاهم يسمح بوجود أمني إسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا.
ووفقاً للمصادر، فإن أحد الخيارات هو أن تحتفظ إسرائيل بقوات على الأرض. أما الخيار البديل فهو استبدال القوات بحاجز تحت الأرض ومعدات مراقبة إلكترونية ودوريات عرضية.
وقال المسؤولون أن مصر ستوافق على هذه الخيارات إذا دعمتها الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس.