اعتقلت قوات الاحتلال صباح أمس الاثنين فلسطينياً يبلغ من العمر 58 عاماً، وأعادته إلى عائلته بعد ساعتين جثة هامدة بعلامات تشير إلى أنه تعرض للتعذيب والضرب المبرح أثناء اعتقاله.
وذكرت عائلة عابد لموقع ميدل إيست آي إن جنود الاحتلال داهموا منزل أيمن عابد في قرية كفر دان شمال الضفة الغربية المحتلة حوالي الساعة 3.30 فجراً، واحتجزوه عند الساعة 6 صباحاً، وعادوا بعد فترة وجيزة بجثته.
وقالت إسراء ابنة عابد: “نعتقد أنهم عذبوه في سيارة جيب عسكرية لأن الأمر لم يستغرق الكثير من الوقت حتى أعادوه جثة”.
وأضافت: “رأيت جثته وكان عليها علامات تعذيب على أنفه وشعره ويديه ومناطق أخرى من جسده، من الواضح أنه تعرض لتعذيب شديد، ومن الواضح أيضاً أنه تعرض للضرب”.
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن علامات التعذيب كانت ظاهرة على جثة عابد وأنه نُقل إلى مستشفى في جنين على بعد 8 كيلومترات من كفر دان.
وبالعودة إلى ابنته إسراء، فقد أوضحت: “لم يكن والدي يعاني من أي مشاكل صحية، ولم يتم اعتقاله من قبل أو استدعائه للاستجواب”.
بدوره ذكر محمد عتيق، وهو صحفي من جنين، لميدل إيست آي أنه رأى الجثة بعد أن أعادها الجنود حوالي الساعة 8 صباحًا.
وقال: “كان هناك العديد من علامات التعذيب على وجهه ومن الواضح أنهم ضربوه بوحشية، يمكنك رؤية العلامات على صدره ومناطق أخرى”.
ويقبع اثنان من أبناء عابد الأربعة في سجون الاحتلال، ويعتقد أن الثالث أصيب في المواجهات الأخير في جنين وهو مطلوب للاحتلال أيضاً.
وقال نادي الأسير الفلسطيني أن جيش الاحتلال نفذ مداهمات متكررة لمنزل عائلة عابد في الأيام الأخيرة للضغط على ابنه لتسليم نفسه.
وأوضحت إسراء إن الجنود اقتحموا الباب دون انتظار والدتها لفتحه وضربوا شقيقها البالغ من العمر 15 عاماً وحطموا هاتفه واستجوبوه وتصفحوا منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 1400 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لهيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين.
كما اعتُقل آلاف الفلسطينيين في غزة خلال نفس الفترة، وواجهوا ظروفاً مروعة.
وقد أوردت ميدل إيست آي ووسائل إعلام أخرى تقارير عن حالات مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة والاعتداء الجنسي في مرافق الاحتجاز التابعة للاحتلال.
ووصفت منظمة بتسيلم، أكبر منظمة لحقوق الإنسان في إسرائيل، نظام السجون الإسرائيلي بأنه “شبكة من معسكرات التعذيب”.
وفي تقرير نُشر الشهر الماضي، قالت بتسيلم إنها جمعت شهادات “تشير بوضوح إلى سياسة منهجية ومؤسسية تركز على الإساءة المستمرة وتعذيب جميع الأسرى الفلسطينيين الذين يتم احتجازهم”.
ووفقاً لهيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين ونادي الأسير، نفذت قوات الاحتلال أيضاً “إعدامات ميدانية” خارج نطاق القضاء على عشرات المعتقلين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، “بالإضافة إلى عمليات الإعدام التي نفذتها ضد المواطنين أثناء اعتقال أقاربهم”.
وتشن قوات الاحتلال حالياً عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينياً على الأقل وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية الأساسية في مناطق جنين وطولكرم وطوباس.