في كتابه الجديد “دولة يهودية واحدة: الأمل الأخير وأفضل لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”، أشار سفير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أن على الولايات المتحدة “واجب مقدس” لدعم إسرائيل في ضم الضفة الغربية تحت “دولة يهودية واحدة”.
يقول فريدمان في كتابه: ” قالها الرئيس ترامب في كثير من الأحيان بأنه لا يبالي إن كانت دولة واحدة أو دولتين، مهما كان ما قد يتفق عليه الطرفان”، وأضاف: “كانت أهدافه دائماً عملية وموجهة نحو تحسينات ملموسة في نوعية الحياة، ولذلك أعتقد أنه إذا كانت إسرائيل ستدعم هذه الخطة، فهو سيفعل ذلك أيضاً”، حسب ما ورد في نسخة الكتاب التي حصلت عليها صحيفة “ذا فوروارد”.
يرى فريدمان أن الولايات المتحدة يجب أن تدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية مدعياً أن ذلك “يستند أولاً وقبل كل شيء إلى نبوءات وقيم الكتاب المقدس”، معتبراً أن مثل هذه السياسة “تعود إلى القيم اليهودية المسيحية الأساسية المتمثلة في اللطف والكرامة الإنسانية والتواضع والازدهار”.
وفي تصريحه للصحيفة، أوضح فريدمان أنه سيشارك خطة الضم مع ترامب “في الوقت المناسب” على حد قوله.
“هذه فرصة كبيرة لتوسيع اتفاقيات أبراهام حول مفهوم ’الدولة اليهودية الواحدة‘” – ديفيد فريدمان- كتاب “الدولة اليهودية الواحدة”
أما في منشور له على منصة التواصل الاجتماعي اكس بهدف الترويج لكتابه، ادعى فريدمان أن الكتاب يحتوي على “منظور منطقي” حول الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة تتخلى عن سياستها المستمرة منذ 70 عاماً في الدعوة إلى حل الدولتين فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، معتبراً أنه منظور سوف يروق للقراء “سواء كنت متديناً أو علمانياً، يمينياً أو يسارياً” على حد وصفه.
وفقاً لمقتطفات حصلت عليها صحيفة “ذا فورورد”، يقول فريدمان أن خطته للضم سوف تستلزم تحويل مليار دولار من التمويل الأمريكي المخصص للفلسطينيين، بما في ذلك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، إلى إسرائيل، من أجل ما أسماه “تأكيد سيادتها على يهودا والسامرة والحفاظ عليها” مستخدماً المصطلحات العبرية في التعبير عن الضفة الغربية المحتلة.
يفرد فريدمان فصلاً كاملاً يشرح فيه بالتفصيل رؤيته للوضع القانوني لحوالي مليوني فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، حيث يقول أن “دولة يهودية واحدة” من شأنها أن تمنحهم حقوقاً قانونية مماثلة لمواطني بورتوريكو، وهي أرض أمريكية في منطقة البحر الكاريبي.
كتب فريدمان: “لن يصوت الفلسطينيون، مثل البورتوريكيين، في الانتخابات الوطنية، وسيكون الفلسطينيون أحراراً في سن وثائق الحكم الخاصة بهم طالما أنها لا تتعارض مع تلك الخاصة بإسرائيل”.
من المرجح أن تثير المقارنة التي أجراها فريدمان بعض الجدل والدهشة، لأن البورتوريكيين مواطنون أمريكيون ويحملون جوازات سفر أمريكية ويتمتعون بإمكانية الوصول إلى الخدمات الحكومية الأمريكية، ولا يُسمح لهم بالتصويت في الانتخابات الأمريكية إذا كانوا يقيمون في الجزيرة فقط، أما إذا كانوا يعيشون في إحدى الولايات الخمسين فيمكنهم التصويت بالطبع.
يأتي كتاب فريدمان في توقيت متزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، فقد كتب سفير ترامب السابق في كتابه: “هذه فرصة كبيرة لتوسيع اتفاقيات أبراهام حول مفهوم ’الدولة اليهودية الواحدة‘”.
لطالما كان فريدمان مؤيداً للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، الذي يعتبر غير قانوني بموجب القانون الدولي، كما أنه صرح لموقع ميدل إيست آي سابقاً خلال عمله كسفير، بأنه كان يعمل على خطة ترامب للسلام التي لن تؤدي إلى إنشاء دولة واحدة.
قال فريدمان عام 2020: “إننا نحاول إنشاء دولة قومية للشعب اليهودي ودولة قومية للشعب الفلسطيني”، حيث تضمنت خطة ترامب لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عمليات تبادل واسعة للأراضي، وكان ذلك سوف يعني التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة في صحراء النقب لدولة فلسطينية.
كانت خطة ترامب تسمح أيضاً لإسرائيل بالاحتفاظ بجميع مستوطناتها في الضفة الغربية وضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها حالياً!
على أية حال، لم يلتزم ترامب بدعم حل الدولة الواحدة أو الدولتين خلال الحملة الانتخابية لعام 2024، فعندما سُئل عن موقفه في المناظرة الرئاسية في يونيو الماضي، أجاب: “سأرى”.