تظاهر عشرات الآلاف وسط العاصمة البريطانية لندن من أجل فلسطين، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وألقى منظمو المظاهرة عدة كلمات في شارع ريجنت قبل أن تزحف المسيرة من قلب غرب لندن باتجاه السفارة الإسرائيلية جنوب كنسينغتون.
وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تدعو بريطانيا إلى فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة على إسرائيل وتطالب جيش الاحتلال بإنهاء حربه في غزة، في حين أحاط حشد من المتطوعين الذين يرتدون بزّات خضراء بالمسيرة.
وانضم إلى المسيرة إقبال محمد، أحد النواب المستقلين المنتخبين في يوليو/تموز والذي وقف على منصة مؤيدة لفلسطين.
وقال محمد لموقع ميدل إيست آي إن قرار بريطانيا إبطال 30 عقد أسلحة من أصل 350 عقداً مع دولة الاحتلال وقرار استعادة التمويل الجزئي للأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، هو بمثابة “قطرة في المحيط”.
وأضاف: “كنت في غرفة البرلمان عندما أعلنت الحكومة عن هذا القرار، ولكن هذا لا يمثل سوى قطرة في المحيط ونحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، لقد أظهر إعلان وزير الخارجية أن تقييماتنا القانونية الخاصة تحمل القلق من احتمال استخدام الأسلحة البريطانية على الأرجح لإيذاء الأبرياء”.
وأردف أنه “قد يتم توجيه الاتهام إلى بريطانيا بارتكاب جرائم حرب محتملة، ووظيفتي كمواطن بريطاني وعضو في البرلمان هي ضمان امتثالنا للقانون الدولي”.
وتعتبر مسيرة السبت المظاهرة الوطنية الثامنة عشرة من أجل فلسطين منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمرة الأولى التي تقام فيها مسيرة مؤيدة لفلسطين في محيط السفارة الإسرائيلية في جنوب كنسينغتون.
وتم تنظيم المسيرة من قبل تحالف من المنظمات، بما فيها حملة التضامن مع فلسطين، وأصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وائتلاف أوقفوا الحرب، ومنتدى فلسطين في بريطانيا.
وقالت زينة بياض، وهي متظاهرة شاركت في كل مسيرات فلسطين منذ بداية الحرب: “أعاني من مشاكل في الظهر، لكن هذا لا يعد شيئاً مقارنة بما يمر به الفلسطينيون الآن في غزة”.
وقوبلت المظاهرة، التي انتهت عند حافة هايد بارك، بالقرب من السفارة الإسرائيلية، بحواجز معدنية وعشرات من ضباط الشرطة، في حين نظمت مجموعة تسمى أوقفوا الكراهية في المملكة المتحدة مظاهرة مضادة للمسيرة الداعمة لفلسطين على الجانب الآخر من حاجز الشرطة.
ولوح المتظاهرون في المسيرة الثانية بالأعلام الإسرائيلية على وقع عزف موسيقى التكنو إحياء لذكرى الإسرائيليين الذين قتلتهم حماس أثناء حضورهم مهرجان نوفا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما دعوا حماس إلى إعادة مئات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ ذلك التاريخ.
وقالت شرطة العاصمة لندن إنها ألقت القبض على ثمانية أشخاص فيما يتعلق بمظاهرة اليوم، ستة منهم كانوا يشاركون في المسيرة المؤيدة لفلسطين بتهم تتراوح بين “التخريب الجنائي والاعتداء وجرائم النظام العام المشددة عنصرياً فيما يتعلق باللافتات والإيماءات”، في حين تم القبض على شخصين من المشاركين في مسيرة أوقفوا الكراهية المؤيدة لإسرائيل “للاشتباه في خرق السلام والاعتداء على ضباط الشرطة”.
وجاءت مظاهرة السبت أيضاً وسط خلاف أوسع نطاقاً حول حقوق الاحتجاج بعد أن حاولت شرطة العاصمة لندن فرض تغييرات في اللحظة الأخيرة على وقت بدء المسيرة.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ظل منظمو الاحتجاج يتبادلون الرسائل مع الشرطة التي فرضت أمراً ينص على أن تنطلق المظاهرة بعد الساعة 2:30 مساءً، أي بعد ساعتين من الوقت المعلن رسمياً لانطلاقها الساعة 12 ظهراً.
وانتقد المنظمون محاولات تأخير الاحتجاج وقالوا إنها كانت اعتداء على حقهم في التظاهر بحرية، مؤكدين أنهم أبلغوا الشرطة بتفاصيل المسيرة قبل شهر من الموعد المحدد وتحديداً في 7 أغسطس/آب، لكنهم لم يتمكنوا من مقابلة الشرطة إلا قبل أسبوع من الآن وبعد إلغاء عدة اجتماعات مجدولة.
ويوم الجمعة، أي قبل أقل من 24 ساعة من بدء المسيرة، أبلغت الشرطة منظمي الاحتجاج أنه سيُسمح لهم بالسير في الوقت المحدد منذ البداية، بدلاً من الساعة 2:30 مساءً.
وأشاد كريس نينهام، من تحالف أوقفوا الحرب، بتراجع الشرطة باعتباره “انتصاراً كبيراً” للحركة الفلسطينية، وقال: “لقد شعرنا بقلق شديد عندما تم فرض القيود علينا في مثل هذا الوقت القصير، لكننا سعداء لأننا تمكنا من المضي قدماً كما مخطط للمسيرة”.
وأضاف: “لقد ساعدت في تنظيم الاحتجاجات لأكثر من عقد من الزمن، ولكن لم أر قط مستوى القيود المفروضة علينا كما رأيت في الأشهر الأخيرة”.
وأشاد منظمو الاحتجاج بهذه الخطوة لكنهم قالوا إن الشرطة لم تقدم أي سبب صريح لدعوتهم لتأخير بدء احتجاجهم، مشيرين إلى أن الشرطة تسببت في “اضطرابات خطيرة” لجهودهم التنظيمية وأنها حاولت فرض قيود على قدرتهم على الاحتجاج.
وقال أحد المنظمين: “عندما سمعت أن الشرطة حاولت تغيير مواعيد الاحتجاج، جعلني ذلك أكثر تصميماً على الحضور لأن صوتنا مهم الآن أكثر من أي وقت مضى”.