خبير في الأمم المتحدة: الفلسطينيون يواجهون “تجويعاً متعمداً” من قبل إسرائيل

قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، أن انتشار الأمراض و”حملة المجاعة” التي تشنها إسرائيل في غزة “تقتل من الناس أكثر من القنابل والرصاص”، مضيفاً أن الأضرار التي سببتها المجاعة “سوف يتحملها الفلسطينيون لعدة أجيال في المستقبل”.

تأتي تعليقات فخري بعد تقريره الجديد الذي قدمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، والذي شرح فيه بالتفصيل كيف استخدمت إسرائيل التجويع في غزة “بقصد تدمير الشعب الفلسطيني كلياً و جزئياً”.

قال فخري: “لم يسبق في تاريخ ما بعد الحرب أن أصبح السكان يعانون من الجوع بهذه السرعة وبشكل كامل كما هو الحال بالنسبة لـ 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة”.

“المجاعة هي مشكلة سياسية وليست مشكلة إنسانية بحتة، فهي تكتيك يستخدم على نطاق واسع لتهجير الناس من أراضيهم، إن المجاعة دائماً ما تكون متعمدة ودولية وهيكلية وطويلة الأمد” – مايكل فخري- مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء

وفقاً للتقرير، فمن المعروف أن 34 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال، قد ماتوا جوعاً منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر عام 2023، وتبع ذلك كما أوضح تقرير فخري تدمير إسرائيل للنظام الغذائي في غزة، بما في ذلك تسميم وتدمير الأراضي الزراعية وتدمير الموانئ وسفن الصيد، الأمر الذي أدى إلى جعل جميع السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

جاء في التقرير: “في المقابل، استخدمت إسرائيل المساعدات الإنسانية كسلاح سياسي وعسكري لإيذاء وقتل الشعب الفلسطيني في غزة”، وذلك في إشارة إلى القيود الصارمة التي فرضتها إسرائيل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

حصار متعمد

كتب فخري في منشور له على موقع اكس، أن هذه الاستراتيجية تسبق تاريخ 7 أكتوبر، موضحاً أن إسرائيل بدأت في تقييد تدفق البضائع إلى غزة عام 1991 وفرضت حصاراً كاملاً على القطاع عام 2000.

أشار فخري أيضاً إلى أن الحملة لا تقتصر على غزة فقط، فقد قامت إسرائيل بتدمير النظام الغذائي الفلسطيني منذ أكثر من 70 عاماً، من “تدمير البساتين والمزارع ومضايقة وقتل الفلاحين والصيادين والرعاة”.

وأضاف فخري أن محاولات إسرائيل تجويع الفلسطينيين هي جزء من سعيها إلى “محوهم من وطنهم وأرضهم”، لافتاً إلى أن إسرائيل استولت في عام 2023 على أراضٍ فلسطينية تفوق تلك التي استولت عليها في أي عام مضى على مدى 3 عقود.

شدد فخري في التقرير أيضاً على أن المجاعة هي مشكلة “سياسية” وليست مشكلة إنسانية بحتة، فهي تكتيك يستخدم على نطاق واسع لتهجير الناس من أراضيهم، حيث كتب: “إن المجاعة دائماً ما تكون متعمدة ودولية وهيكلية وطويلة الأمد”.

أوضح فخري أن الطريقة الوحيدة للتخفيف من الأزمة الموجودة في غزة اليوم هي أن تفرض الدول عقوبات اقتصادية وسياسية وثقافية على إسرائيل، ولقد حذرت الأمم المتحدة من خطر المجاعة في غزة، لكنها لم تعلن ذلك رسمياً بعد.

يذكر أنه في يوليو الماضي، أفاد 10 من كبار خبراء الأمم المتحدة، بمن فيهم فخري، بأن إسرائيل منخرطة في “حملة تجويع متعمدة ضد الشعب الفلسطيني”، وذلك بعد وفاة 3 أطفال، أعمارهم 13 عاماً و9 و6 أشهر، وذلك بسبب سوء التغذية في مناطق خان يونس ودير البلح، مما دفعهم إلى التأكيد على أن المجاعة مستمرة في القطاع.

مقالات ذات صلة