حققت جبهة العمل الإسلامي مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأردنية، حيث أظهرت النتائج الأولية يوم الأربعاء فوزها بـ 32 مقعداً.
وصوت الأردنيون يوم الثلاثاء في أول انتخابات عامة تُجرى بموجب قانون انتخابي جديد مصمم للسماح للأحزاب السياسية بلعب دور أكبر في البرلمان المكون من 138 مقعداً والذي تهيمن عليه منذ فترة طويلة الثوى القبلية والمؤيدة للحكومة.
وفازت جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بما يصل إلى خمس مقاعد بموجب قانون الانتخابات لعام 2022، والذي خصص لأول مرة 41 مقعداً للأحزاب من أصل 138.
ويهدف القانون المعدل إلى تخفيف قبضة القبائل على السلطة وتعزيز الأحزاب السياسية، لكن البرلمان سيظل في أيدي الأعضاء القبليين والوسطيين والمؤيدين للحكومة.
وأظهرت الأرقام الأولية فوز جبهة العمل الإسلامي، أكبر حزب معارض، بـ 18 مقعداً على قائمة الحزب، بعد فرز نصف مليون صوت، و14 مقعداً على القوائم المحلية، بما في ذلك في المناطق القبلية.
وقال مسؤولون في جبهة العمل الإسلامي أن قوائمها المحلية تقدمت في العديد من المحافظات، وأبرزها العاصمة عمان، حيث قالت إنها فازت بجميع مقاعد الكوتا.
وقالت الصحفية الأردنية عطاف الروضان لموقع ميدل إيست آي إن النتائج لصالح جبهة العمل الإسلامي كانت متوقعة إلى حد كبير.
وأضافت: “لقد احترفوا العمل السياسي لعقود من الزمن وهم على دراية تامة بخبايا المجتمع الأردني، ومنذ الإعلان عن الانتخابات، وحتى قبل ذلك، قاموا بتشكيل تحالفات وتفعيلها مع قوى قبلية واجتماعية مؤثرة”.
وتعكس المكاسب غير المسبوقة في تاريخ الحزب المزاج الشعبي الحالي في الأردن، وخاصة فيما يتعلق بعدوان الاحتلال على غزة.
وتعتقد الروضان أن الموقف السياسي لجبهة العمل الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية دفع اليساريين والقوميين التقليديين والقوى القبلية إلى التصويت لها.
وقبل يومين فقط من يوم الاقتراع، تصاعدت التوترات مع دولة الاحتلال عندما قتل مسلح أردني يدعى ماهر الجازي، ثلاثة حراس إسرائيليين عند معبر حدودي مع الضفة الغربية المحتلة، في أول هجوم من نوعه منذ التسعينيات.
وقال مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، لموقع ميدل إيست آي أن الأردنيين أعطوا الحزب أصواتهم بسبب أدائه في البرلمان السابق وموقفه من الحرب في غزة.
وقادت جماعة الإخوان المسلمين احتجاجات كبيرة في الأردن، الذي يعود نصف سكانه إلى أصول فلسطينية، دعماً للفلسطينيين وحماس، حلفائهم الأيديولوجيين، الأمر الذي زاد من شعبيتهم على الأرجح.
ويقول معارضو جبهة العمل الإسلامي أن الحزب استغل الغضب الشعبي بسبب الحرب في غزة.
لكن العضايلة يرى أن الناخبين “يسعون أيضاً إلى إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والتحول عن النهج الحالي، الذي أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، مما دفع الشباب الأردني إلى الهجرة إلى الخارج”.
“يجب أن يكون مجلس النواب القادم قوياً في مواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف، والذي قد يتحالف في المستقبل مع اليمين الأميركي المتطرف إذا فاز ترامب” – مراد العضايلة، جبهة العمل الإسلامي
وكانت المشاكل الاقتصادية قد تفاقمت في الأردن بسبب تأثير الحرب على قطاع السياحة الحيوي في المملكة والديون العامة التي تقترب من 50 مليار دولار، في الوقت الذي بلغ فيه معدل البطالة 21% في الربع الأول من هذا العام.
وفيما يتعلق بالمستقبل، قالت ديما طهبوب، النائبة عن جبهة العمل الإسلامي والتي فازت بمقعد في القائمة الوطنية، لميدل إيست آي أن نهج المعارضة في البرلمان الجديد سيعكس الأزمة الإقليمية الخطيرة وتأثيرها على البلاد، فضلاً عن التحديات السياسية والاقتصادية الداخلية.
وقالت “سننفذ خطتنا الاقتصادية، الأردن 2030، التي تعالج العديد من المخاوف الاقتصادية للشعب الأردني”.
وعلى الرغم من المكاسب التي حققها حزب العمل، اتسمت الانتخابات بلامبالاة واسعة النطاق من جانب الناخبين، حيث أظهرت الأرقام الرسمية الأولية أن نسبة المشاركة بين الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.1 مليون ناخب في 18 دائرة انتخابية بلغت 32%، وهو ما يزيد قليلاً عن نسبة 29% التي تحققت في الانتخابات الأخيرة في عام 2020.