اتهم السفير الصيني جينج شوانج الولايات المتحدة باستخدام الأمم المتحدة لعرقلة جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة في الوقت الذي يقترب فيه القتال الدائر هناك من إكمال عامه الأول.
وبحسب تقرير لوكالة الأناضول، فقد تساءل نائب المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، عن فعالية مجلس الأمن قائلاً: “لماذا لم يتمكن من وقف هذه المأساة الإنسانية الأسوأ من نوعها حتى يومنا هذا؟”
وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين حول الحرب على غزة، اتهم شوانج الولايات المتحدة بحماية إسرائيل مراراً وتكراراً في الأمم المتحدة، مما أدى إلى رفض قرارات وقف إطلاق النار المتعددة.
وقال شوانج: “لو لم تحم الولايات المتحدة باستمرار طرفاً واحداً، لما تم رفض قرارات متعددة لهذا المجلس وتحديها بشكل صارخ”.
وأبرز السفير الصيني التأثير المأساوي للحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصفاً الوضع بأنه “مثير للقلق”، حيث أفادت السلطات الصحية في غزة باستشهاد أكثر من 41200 مدني فلسطيني.
وكان مجلس الأمن قد تبنى قراراً في أوائل يونيو/حزيران يؤيد اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل الذي اقترحته الولايات المتحدة.
وفي ذلك الوقت، زعمت الولايات المتحدة أن إسرائيل قبلت الاقتراح، لكن فو كونغ، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، قال لصحيفة تشاينا ديلي في أواخر يونيو/حزيران إنه “لم تكن هناك أي إشارات ملموسة من إسرائيل تشير إلى التزامها بوقف إطلاق النار الدائم”.
وواصلت دولة الاحتلال عملياتها العسكرية واسعة النطاق، فهاجمت خلال الأسابيع الأخيرة العديد من مخيمات اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك جنين وطولكرم.
ووفر عدوان الاحتلال الدموي على قطاع غزة غطاءً لتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وينشط المستوطنون بشكل متصاعد تحت الحماية العسكرية، بل ويتحرك بعضهم أحياناً مرتدين الزي العسكري، ويتلقون دعماً من أعضاء مجلس وزراء الاحتلال اليمينيين مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وقد تسببت هذه الهجمات في سقوط عدد كبير من الضحايا وعرضت المنظمات الإنسانية مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى واللجنة الدولية للصليب الأحمر للخطر.
وقال السفير الصيني لمجلس الأمم المتحدة: “على مدار العام الماضي، وعلى الرغم من الدعوات الدولية القوية المشتركة لوقف إطلاق النار ووقف عمليات القتل، لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية”.
وحث الولايات المتحدة على “إظهار موقف مسؤول”، والتوقف عن سلبيتها، واستخدام نفوذها الاستراتيجي للضغط على الاحتلال لإنهاء عملياته العسكرية على الفور.
وأضاف: “تدعم الصين المزيد من الإجراءات من جانب هذا المجلس لإخماد لهيب الحرب، والتخفيف من الكارثة الإنسانية، وإحلال السلام في المنطقة في أقرب وقت ممكن”.
يذكر أن حصار الاحتلال وعدوانه المتواصل قد أديا إلى نزوح معظم سكان غزة من منازلهم وتسبب في نقص كارثي في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، حيث بات القطاع بحاجة لى إصلاح غير مسبوق لبنيته التحتية بالكامل وحل سياسي حاسم للتعافي.
وسيزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القاهرة هذا الأسبوع للقاء مسؤولين مصريين “لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي على نطاق أوسع”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلرز للصحافة يوم الاثنين أن الولايات المتحدة لا تزال تعمل مع مصر وقطر لتقديم اقتراح منقح “يمكن أن يدفع الطرفين إلى اتفاق نهائي”، لكنه لم يعلن عن موعد إعلان الاقتراح.