أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الطبيب زياد محمد الدلو الذي اختطفته قوات الاحتلال من مستشفى الشفاء في مدينة غزة قد استشهد وهو رهن الاحتجاز لديها، ليكون بذلك ثالث طبيب يستشهد في سجون الاحتلال التي استشهد فيها 60 أسيراً فلسطينياً على الاقل جراء التعذيب خلال الأشهر الـ 11 الماضية.
واعتقل الدلو وهو طبيب باطني في 18 مارس/آذار من مستشفى الشفاء مع عشرات من العاملين الصحيين عندما داهمت قوات الاحتلال المستشفى في هجوم استمر أسبوعين وأدى إلى تدمير المستشفى الذي كان أكبر المرافق الطبية وأكثرها تجهيزاً في قطاع غزة.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال عقب تلك العملية، تم العثور على عشرات الجثث مدفونة في مقابر جماعية في ساحات المستشفى.
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية “هذه الجريمة البشعة بحق العاملين في مجال الرعاية الصحية الفلسطينيين”، مؤكدة أن الدلو اعتقل أثناء قيامه بواجباته في المستشفى.
وأوضحت الوزارة أن “استهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي”.
وفي إبريل/نيسان، تم الكشف عن استشهاد عدنان البرش، وهو جراح فلسطيني وأستاذ في طب العظام، تحت التعذيب أثناء احتجازه في في سجون الاحتلال.
وكان البرش رئيساً لقسم طب العظام في مستشفى الشفاء، واعتقل في ديسمبر/كانون الأول من مستشفى العودة في شمال غزة بعد رفضه التخلي عن المرضى المصابين في عدوان الاحتلال على القطاع.
وبعد شهرين على استشهاد البرش، تأكد أن طبيباً آخر هو إياد الرنتيسي قد استشهد أيضاً تحت التعذيب على يد السجانين، حيث ارتقى الرنتيسي، الذي كان مدير قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، بعد وقت قصير من احتجازه في نوفمبر/تشرين الثاني.
وتم اعتقال الرنتيسي أثناء سفره من شمال غزة إلى الجنوب مع عائلته، مرتدياً ملابسه الطبية، وملتزماً بـ “الممر الآمن” الذي حددته دولة الاحتلال.
يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 300 طبيب وموظف صحي آخر من مختلف أنحاء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي دون أن تفصح عن أماكن احتجازهم مثل آلاف المدنيين الفلسطينيين الآخرين الذين اختطفوا من غزة وتم إخفاؤهم قسراً.
ويفيد أسرى فلسطينيون سابقون بأن قوات الاحتلال تستهدف الأطباء على وجه التحديد بالمعاملة القاسية أثناء الاحتجاز، حيث ينتشر التعذيب وإساءة المعاملة على نطاق واسع وبشكل منهجي.
وبالإضافة إلى الاعتقال التعسفي وتعذيب الأطباء، قتلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 1151 عاملاً في مجال الرعاية الصحية منذ بدء الحرب على غزة، من بينهم ما لا يقل عن 165 طبيباً، و260 ممرضة، و300 موظف إداري وداعم، و184 من المهنيين المساعدين في مجال الصحة، و 76 صيدلانياً، و 12 عاملاً صحياً آخر.
كما اتُهم جيش الاحتلال بتدمير النظام الصحي في غزة عمداً من خلال الهجمات المستمرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطباء، ويشمل ذلك الغارات الجوية والاعتقالات ومنع دخول المعدات الطبية.