قام المسؤولون عن المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني، والذي أقيم في مدينة ليفربول، بحظر استخدام كلمتي “الإبادة الجماعية” و”الفصل العنصري” في حال الإشارة إلى سلوك إسرائيل ضد الفلسطينيين في حدث جانبي خلال المؤتمر.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر قد بدأ باحتجاجات مؤيدة لفلسطين، حيث سار أكثر من 15 ألف شخص عبر المدينة للتعبير عن معارضتهم لبيع بريطانيا أسلحة لإسرائيل، وخلال خطاب النائبة العمالية، كيم جونسون، في الحشد، قام بعض المتظاهرين بمهاجمتها وحثها على “الخروج من حزب العمال”.
كما اندلع الجدل حول حدث هامشي مخطط له حول فلسطين في المؤتمر.
من جانب آخر، فقد كشفت حملة التضامن مع فلسطين أن منظمي مؤتمر الحزب قد رفضوا السماح باستخدام كلمتي “إبادة جماعية” و”فصل عنصري” في اسم فعالية كان من المقرر عقدها على هامش مؤتمر الحزب، والتي كان من المقرر أن يشارك فيها أعضاء من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين في حلقة نقاش إلى جانب النائب العمالي، بيل ريبيرو آدي، تحت شعار “العدالة لفلسطين”.
حكومة حزب العمال قامت بتعليق 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في أوائل سبتمبر الحالي
في حديثه لموقع ميدل إيست آي، علق مدير مجلس السلم والأمن، بن جمال، بالقول: “أعتقد أن ما حصل يشير إلى فشل قيادة الحزب في معالجة الأسباب الجذرية للعنف الحالي الذي يحدث في فلسطين، فهي تقول أنها تريد أن ينتهي هذا العنف، ولكنها تفشل في الاعتراف بأن إسرائيل ترتكب جريمة الفصل العنصري”.
وأضاف: “لا يمكنك معالجة الظلم ما لم تكن مستعداً لتسميته بدقة، فحزب العمال لا يزال يريد التعامل مع إسرائيل كدولة ديمقراطية طبيعية وبالتالي كحليف حاسم”.
دعوة إلى وقف بيع الأسلحة
هناك حدث آخر من المقرر عقده بعنوان “عصر جديد من الدفاع”، وذلك برعاية شركة نورثروب جرومان، وهي شركة تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وأنظمة الصواريخ.
وفي تظاهرة مؤتمر الحزب، وقف متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين خارج مدخل المؤتمر معهم شاحنات سوداء تقف في مكان قريب وعليها ملصقات كتب عليها “أوقفوا جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل”.
يذكر أن حكومة حزب العمال قامت بتعليق 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في أوائل سبتمبر الحالي، إلا أن الكثيرين في الحزب يرون أن ذلك غير كافٍ، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن ثلاثة أرباع أعضاء حزب العمال يؤيدون فرض حظر كامل على الأسلحة.
علاوة على ذلك، فقد تقدم أعضاء حزب العمال باقتراح طارئ يدعو إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة، وإذا ما حصل المقترح على ما يكفي من أصوات أعضاء الحزب، فسوف يتم مناقشة الاقتراح.
من ناحية أخرى، فمن المقرر أن يتحدث السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، في حفل استقبال إلى جانب نائب زعيم الحزب، أنجيلا راينر، ووزير شؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر.
ويأتي المؤتمر بعد أسبوع صعب بالنسبة لرئيس الوزراء، كير ستارمر، وذلك بعد تعرضه لانتقادات شديدة بسبب الكشف عن حصوله على أكثر من 16000 جنيه إسترليني مقابل ملابس العمل والنظارات من زميله في حزب العمال، اللورد وحيد علي.