لتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة.. ضغط أمريكي لفرض هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله

قال مسؤولون عرب وأمريكيون سابقون أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن تتطلع إلى التوصل إلى هدنة لثلاثة أسابيع بين إسرائيل وحزب الله على أمل أن توفر مخرجاً من المنزلق إلى الحرب الشاملة.

وقال مسؤول عربي طلب عدم الكشف عن هويته لموقع ميدل إيست آي يوم الأربعاء أن مسؤولين من إدارة بايدن تحدثوا إلى نظرائهم اللبنانيين والفرنسيين للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق.

بدوره، أوضح مسؤول أمريكي رفيع سابق لموقع ميدل إيست آي أن واشنطن كانت تهدف إلى التوسط في وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً.

وقال مسؤول أمريكي آخر في المنطقة أن “زخماً كبيراً” تشهده المنطقة لتهدئة الوضع حيث ارتفع عدد الشهداء في لبنان منذ يوم الاثنين إلى أكثر من 620 شهيداً.

ودعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر وعدة دول أخرى في وقت مبكر من يوم الخميس إلى وقف إطلاق نار “فوري” لمدة 21 يوماً للسماح بالمفاوضات لوقف القتال.

وقال بيان مشترك صدر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن القتال الأخير “لا يطاق ويمثل خطراً غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع نطاقاً”.

ودعا البيان إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لتوفير مساحة للدبلوماسية”.

وناشد البيان جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتي إسرائيل ولبنان، التصديق على وقف إطلاق النار المؤقت على الفور”.

ولم يتطرق إعلان البيت الأبيض إلى تفاصيل الاقتراح، ولكن في إحاطة هاتفية مع الصحفيين، قال كبار المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل وحزب الله سيردان على المقترح.

 وذكر مسؤول أميركي “إنهم (إسرائيل وحزب الله) على دراية بالنص، ومرة ​​أخرى، سنسمح لهم بالحديث عن مواقفهم لقبول الصفقة في الساعات المقبلة”.

وأضافوا أن 21 يوماً “ستكون مساحة مستدامة كافية للسماح بالمفاوضات على أساس واقعي، للسماح بالتوصل إلى اتفاق معقد”.

ولفترة طويلة، ظل حزب الله يعلن أنه سيوافق على اتفاق مع إسرائيل، ولكن فقط إذا تم التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

ويدور القتال في جنوب لبنان هذا الأسبوع في وقت يجتمع فيه قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي، في مقر الأمم المتحدة لحضور لقاءات الجمعية العامة السنوية.

وتعتمد الولايات المتحدة على الحكومة اللبنانية لنقل الرسائل إلى حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

ومنذ يوم الاثنين، وسعت إسرائيل بشكل كبير هجومها الجوي على لبنان، وفي يوم الأربعاء، أمر مسؤولون عسكريون إسرائيليون القوات بالاستعداد لتوغل بري محتمل، قائلين أن الضربات الجوية تُنفذ “لإعداد الأرض لدخولكم المحتمل”.

ورجح مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، في حديث لميدل إيست آي أن تنشر إسرائيل قوات برية في لبنان في حالة شن حزب الله ضربة ضخمة على تل أبيب أو إذا استمر القتال لأسابيع متتالية.

ويمثل التصعيد تحدياً كبيراً لإدارة بايدن، التي قال مسؤولون أمريكيون سابقون لـ “ميدل إيست آي” أنها غاضبة من قرار إسرائيل بشن أكثر من 1000 ضربة على لبنان في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وكشف الموقع يوم الثلاثاء أن إسرائيل قدمت طلباً من ثلاث صفحات للحصول على ذخائر وأسلحة بما في ذلك صواريخ اعتراضية من نظام “أرو” لإعادة تذخير المخزونات الحالية، مما يؤكد أنها قد تستعد لحرب أطول.

وقال مسؤول أمريكي كبير ومسؤول أمريكي سابق لـ “ميدل إيست آي” أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية كانا بطيئين في تنفيذ الطلب وسط غضب من إسرائيل مع تصعيدها في لبنان.

لكن الولايات المتحدة استبعدت سابقاً استخدام وقف مبيعات الأسلحة كأسلوب للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة.

وكانت إدارة بايدن تتفاوض منذ أشهر لتحقيق وقف إطلاق نار بعيد المنال في غزة، لكن هذه المحادثات تعثرت.

ومع ذلك، حذر المسؤول الأمريكي الكبير السابق والمسؤول العربي من إجراء مقارنات بين حزب الله وحماس، قائلين إن المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين والعرب يعتقدون أن الواقع على الأرض في لبنان مختلف وقد يجعل الهدنة بين حزب الله وإسرائيل أكثر قابلية للتحقق.

وقال المسؤول الأمريكي السابق: “لقد وضعت إسرائيل حزب الله في وضع غير مؤات، إنهم ليسوا في وضع جيد”.

وتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن بدأ الحزب في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

ولكن القتال تصاعد بشكل خطير الأسبوع الماضي بعد أن فجرت إسرائيل آلاف أجهزة النداء و اللاسلكي التي يستخدمها أعضاء حزب الله. 

ويقول المحللون أن الهجمات دمرت شبكة الاتصالات والقيادة والسيطرة لحزب الله.

وشنت إسرائيل يوم الاثنين غارات جوية واسعة النطاق ضد ما قالت إنه مقاتلي حزب الله ومواقع الصواريخ ومخازن الأسلحة، وأسفرت الغارات عن استشهاد 600 شخص على الأقل.

ويعتبر حزب الله، أكبر جهة مسلحة غير حكومية في العالم، هو أيضاً الحزب السياسي الأكثر قوة في لبنان، لكن الحركة اللبنانية المدعومة من إيران لا تتمتع بدعم مهيمن في لبنان المنقسم بين المسيحيين والسنة والشيعة.

وكانت هجمات الاحتلال تتركز في البداية على جنوب لبنان ووادي البقاع، معقل حزب الله التقليدي، ولكنها توسعت يوم الأربعاء إلى الضواحي الشمالية لبيروت وأجزاء من جبل لبنان.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة أن ما لا يقل عن 90,530 شخصاً نزحوا من الجنوب اللبناني بسبب غارات الاحتلال الجوية.

مقالات ذات صلة