الأمير هاري: علموني أن أكون جنديًا في جيش مسيحي

الأمير هاري: علموني أن أكون جنديًا في جيش مسيحي

أثار كشف الأمير هاري عن قتله لـ 25 شخصًا في أفغانستان عناوين الصحف والإدانات قبل نشر كتاب مذكراته، حيث يقدم الكتاب الذي تم إصداره حديثًا المزيد من الأفكار الإشكالية حول الفترة التي قضاها في الجيش.

تسرد مذكرات الأمير الساخط تفاصيل إقناعه بالقتال من أجل “جيش مسيحي” أثناء تدريبه للانتشار في العراق، وتضم العديد من الحكايات والعبارات غير المريحة والمزعجة، لا سيما انها كتبت من قبل شخص مناهض للعنصرية كما وصف نفسه.

وبحسب ما قال الكاتب إليس جيفوري، فقد كتب هاري في مذكراته إنه كان متقلبا عاطفيًا، ويشعر بالملل ويبحث عن هدف في حياته، وبدا له ان الجيش قد منحه فرصة لتحقيق ذلك.

أرسل الأمير للتدريب كطيار لطائرة هليكوبتر في الولايات المتحدة، وفي هذا الشأن يقول: و”أصبحت أكثر مرونة في قيادة الأباتشي، وأكثر فتكًا بصواريخها، لقد فجرت الكثير من الصبار، أتمنى أن أقول إن الأمر لم يكن مسليا”.

 

جيش مسيحي

أحد السيناريوهات التي يتذكرها هاري أنه اضطر إلى القيام بتمرين في تدريب قبل الانتشار العسكري في العراق، تضمن القتال كجزء من “جيش مسيحي”.

وأوضح بالقول: “تلقينا رواية تعبوية بأننا جيش مسيحي نقاتل ميليشيا متعاطفة مع المسلمين”، إلا أن هاري لم يذكر آراءه بشأن الحروب في العراق أو أفغانستان، على الرغم من بذل جهد كبير للحديث عن تحيزه اللاواعي للقضايا المتعلقة بالعراق وجهوده المتضافرة للعمل عليها.

وفي وصفه للتدريب العسكري يقول: “كان الكثير مما فعلوه بنا غير قانوني بموجب قواعد اتفاقيات جنيف، وهذا هو بيت القصيد”.

وذكر هاري في مذكراته أنه خلال خضوعه لإجراءات التدريب الشاقة كان يتعرض للسخرية من علاقة والدته الأميرة ديانا بدودي الفايد، نجل رجل الأعمال المصري المشهور محمد الفايد، الذي قضى معها في نفس حادث السيارة، لدرجة أنه كان يستفز بالقول له أن والدته توفيت وهي تحمل في أحشائها طفلا مسلما.

 

شعور بالذنب

في عام 2007، أعلن الجيش البريطاني أنه سيتم إرسال هاري البالغ من العمر 23 عامًا إلى العراق للقتال.

يقول هاري: “كان ذلك رسميًا، كنت في الطريق إلى الحرب”.

وبعد وقت قصير من الإعلان، تم إلغاء هذا الأمر، واتضح أن العراقيين الذين يقاتلون الاحتلال البريطاني والأميركي سيستهدفونه في محاولة لتحقيق نصر دعائي كبير.

كتب هاري: “أصبحت المهمة ببساطة خطيرة للغاية بالنسبة لي، وبالنسبة لأي شخص قد يكون لديه حظ سيئ لوقوفه بجواري، سأصبح مغناطيسا لرصاصة”.

مع انتهاء جولته في العراق قبل أن تبدأ، تحول هاري إلى استهلاك كميات من الكحول للتعامل مع الغضب والشعور بالذنب تجاه تغيبه عن القتال، ويتذكر أنه أخبر قائده أنه ما لم تتم إعادته إلى منطقة الصراع، فإنه “سيضطر إلى ترك الجيش”.

كان الأمير أحد الأصول الكبيرة للعلاقات العامة، وأداة تجنيد قوية، لم يستطع تجاهل حقيقة أنه إذا انسحب، فقد يلومه رؤساؤه، ورؤسائهم أيضًا.

في ذلك الوقت، نشرت وسائل الإعلام البريطانية عدة صور للأمير هاري في أجواء عسكرية بطولية وهادئة.

 

بلاي ستيشن

منح هاري أخيرًا دور في الخفاء حين عمل مراقبا جويا أماميا في هلمند جنوب أفغانستان، حيث كان يوجه الطائرات المقاتلة نحو أهداف يشتبه في أنها تابعة لحركة طالبان.

وبينما سعى الجيش البريطاني لإدارة مخاطر وجود مثل هذه الشخصية عالية القيمة وسط صفوفه، كان هاري يشعر بالملل، إذ عين بعيدًا عن الخطوط الأمامية.

فكر هاري: “إذا كان هناك أي شيء ممل أكثر من مشاهدة الطلاء وهو يجف، فهو مشاهدة الصحراء”.

في النهاية، تم تعيين هاري في موقع أمامي في مدرسة مهجورة، ربما كانت جامعة زراعية أو مدرسة دينية لكنها بالنسبة لهاري أصبحت الآن “جزءًا صغيرًا من الكومنولث البريطاني”.

يتذكر هاري، رغبته في استخدام قنبلة تزن طنًا واحداً تقريبًا في أول محاولة لضربة جوية على موقع يشتبه في أنه تابع لطالبان، وهو الأمر الذي اعتبره نظراؤه الأميركيون مبالغًا فيه.

وتذكر هاري، الذي قاد حوامة من طراز أباتشي خلال جولته في أفغانستان، كيف كان الأطفال يلقون الحجارة عليها أثناء الطيران على ارتفاعات منخفضة.

في أفغانستان، يقول هاري إنه قتل 25 من مقاتلي طالبان أثناء طيرانه بالأباتشي، ويضيف: “لم يكن العدد الذي يرضيني، لكن لم يكن العدد هو الذي جعلني أشعر بالخجل”.

قارن هاري بين قتاله في الأباتشي عام 2013 ولعبه لألعاب الفيديو القتالية فقال:” كان الإبهام الذي استخدمته -لإطلاق القذائف- مشابهًا بشكل ملحوظ لعصا الإبهام للعبة بلاي ستيشن التي كنت ألعبها للتو”.

في المذكرات التي سردها الكاتب الأميركي جي آر مورينجر تحت عنوان “سبير”، يصف الأمير هاري هجمات الحادي عشر من سبتمبر على نيويورك بأنها أحد أسباب عدم شعوره بالذنب تجاه من قتلهم، ولم ينظر هاري إلى ضحاياه على أنهم “أشخاص”، بل كقطع شطرنج، على حد وصفه.

عبر هاري عن حزنه عندما اضطر إلى العودة إلى المملكة المتحدة، بينما كان الجنود الآخرون سعداء للغاية بالعودة إلى ديارهم ومغادرة ساحة الحرب.

مقالات ذات صلة