وصف قادة فصائل مسلحة ومسؤولون عراقيون ادعاء الاحتلال بمقتل جنديين من قواته في مرتفعات الجولان المحتلة في هجوم بمسيرة عراقية يوم الخميس بأنه “ادعاء ملفق”.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت القوى السياسية والمسلحة العراقية الأسبوع الماضي النأي بنفسها عن المعارك بين دولة الاحتلال وحزب الله اللبناني وتركيز جهودها على تقديم الدعم الإنساني والمالي للمتضررين من عدوان الاحتلال في لبنان وفلسطين.
وبالرغم من ذلك، واصلت كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء، وهما مجموعتان مسلحتان عراقيتان في تحالف “المقاومة الإسلامية في العراق”، تنفيذ هجمات منتظمة تستهدف مناطق مختلفة في عمق دولة الاحتلال وفي مرتفعات الجولان، في حين تقدم كتائب سيد الشهداء، وهي فصيل أصغر، الدعم اللازم للعمليات كلما دعت الحاجة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن يوم الجمعة أن طائرتين بدون طيار محملتين بالمتفجرات استهدفتا قواته في الجولان في وقت مبكر من صباح اليوم السابق، مدعية أن ضابطين من الكتيبة 13 في لواء غولاني قُتلا، وأصيب 24 جنديًا آخرين.
وبحسب رواية الاحتلال، فقد تم اعتراض الطائرة الأولى، لكن الثانية انفجرت قبل أن يتمكن الجنود من الاختباء، مؤكدة أن فصيلًا مسلحًا عراقيًا مدعومًا من إيران هو المسؤول عن الهجوم وأن الطائرات بدون طيار أطلقت من العراق.
لكن قادة الفصائل الثلاثة التي تواصل استهداف إسرائيل، وكذلك المسؤولون العراقيون، نفوا الرواية الإسرائيلية وقالوا أن فصائلهم لم توجه ضربات إلى الجولان في ذلك اليوم.
وقال كاظم الفرطوسي، أحد قادة كتائب سيد الشهداء والمتحدث باسمها، لـ “ميدل إيست آي”: “منذ أكتوبر من العام الماضي، نفذت المقاومة الإسلامية في العراق أكثر من 160 عملية استهدفت الداخل الإسرائيلي والمناطق المحتلة في مرتفعات الجولان، ومعظمها لم تعترف بها إسرائيل لأسباب مختلفة”.
وقال مسؤول كبير في الحشد الشعبي، المظلة الحكومية التي تشرف على الفصائل المسلحة العراقية، بما في ذلك تلك التي تدعمها إيران أن اجتماعا عقد يوم الجمعة في أعقاب المزاعم الإسرائيلية، ضم ممثلين عن كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء وكتائب سيد الشهداء وسعى إلى معرفة الحقيقة وراء ادعاء الضربة على الجولان، مؤكداً أن الفصائل الثلاثة نفت تنفيذ العملية.
وقال المسؤول الذي حضر الاجتماع: “الفصيل المسلح العراقي الوحيد القادر على تنفيذ مثل هذه العملية هو كتائب حزب الله، وقد قالوا صراحة إنهم لا علاقة لهم بالعملية ولم يكونوا وراءها”.
وأضاف: “تحليلنا هو أن العملية إما ملفقة، وهو أمر مرجح لعدة أسباب، أو أن فصيلا مسلحا آخر، غير الفصائل الثلاثة المعروفة، نفذ العملية من خارج الأراضي العراقية”.
ويعتقد المسؤولون العراقيون أن إسرائيل تروج لفكرة أن فصيلا عراقيا قتل الجنود لوضع الأساس لهجوم على أهداف مرتبطة بإيران في العراق من جهة، وللتقليل من أهمية المقاومة الشرسة التي تواجهها قوات الاحتلال من حزب الله خلال غزوها لجنوب لبنان.
وبحسب تحليل لموقع ميدل إيست آي لتصريحات الفصائل العراقية والجيش الإسرائيلي، فضلاً عن أدلة من مصادر مفتوحة، نفذت جماعات مسلحة من العراق 45 هجوماً منذ منتصف سبتمبر/أيلول باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ كروز.
واستهدفت معظم هذه الهجمات مناطق في “شمال وجنوب الأراضي المحتلة” بما فيها حيفا ووادي الأردن ومرتفعات الجولان وإيلات ووسط إسرائيل.