لم يكتف جنود الاحتلال بعصب أعين الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم وتقييدهم وإهانتهم واحتجازهم في ظروف غير إنسانية، فكل هذه ممارسات مألوفة، أما الجديد والأكثر غرابة فتمثل في كتابة رقم على جبهة كل معتقل منهم.
فقد شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق في دورا جنوب الخليل صباح الخميس، استهدفت أكثر من 20 أسيراً سابقاً من بينهم العديد من نشطاء حماس البارزين الذين سبق للاحتلال أن اعتقلهم بعد اندلاع العدوان على غزة وأفرج عنهم من السجن قبل بضعة أشهر.
وقال أسامة شاهين، الذي أفرج عنه في أغسطس/آب بعد 10 أشهر من الاعتقال الإداري، لموقع ميدل إيست آي أن الجنود اقتحموا منزله بوحشية، وحطموا أثاثه وأخذوه إلى مركبة عسكرية، وعصبوا عينيه وقيدوه بالأصفاد، ووضعوه مع معتقلين آخرين في منزل نايف الرجوب، العضو في المجلس التشريعي الفلسطيني.
“تم التحقيق معي بعنف وضربي على أجزاء مختلفة من جسدي، وخاصة رأسي وصدري، لقد حولنا الجنود من أسماء إلى أرقام، وكان لكل معتقل رقم يستخدمونه لاستفزازه أثناء اعتقاله ومناداته بالرقم بدلاً من الاسم، بالنسبة لهم، نحن مجرد أرقام” أسامة شاهين، أسير سابق من دورا.
وبدوره، أوضح عايد دودين، المسعف الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال في يوليو/تموز أن الجنود اقتحموا منزله أيضاً وألحقوا به الدمار، ونظراً لعدم وجوده داخل المنزل عند اعتقاله، حيث يقدم الدعم الطبي لجرحى الاقتحام الإسرائيلي، فقد اعتقل الجنود ابنه محمد بدلاً منه.
وأضاف دودين: “تلقيت مكالمة هاتفية من ضابط في جيش الاحتلال طلب مني تسليم نفسي حتى يتم إطلاق سراح ابني، ورغم أنني ذهبت للقيام بذلك، إلا أنهم لم يطلقوا سراح محمد واحتجزوه معي”.
وأشار دودين إلى أنه تعرض للضرب والإساءة وتم وضع رقم على جبهته أيضاً أثناء احتجازه في منزل النائب الرجوب، الذي رفع الجنود فوقه العلم الإسرائيلي بشكل استفزازي.
وفي قرية الطبقة المجاورة، حول جنود الاحتلال منزلًا فلسطينيًا آخر إلى مركز اعتقال واستجواب، حيث تعرض السكان لمعاملة مماثلة خلال المداهمة التي استمرت 11 ساعة، ووزع الجنود منشورات وملصقات تحمل التهديد الوعيد لمن يهاجم قوات الاحتلال أو المستوطنين.
ويقول الأسرى الفلسطينيون السابقون أنهم كثيراً ما يتعرضون لحملات ملاحقة من قبل قوات الاحتلال كأسلوب لإرهابهم وممارسة الضغط على مجتمعاتهم.
وعندما تقتحم قوات الاحتلال بلدات وقرى الضفة الغربية، تتوقف الحياة تماماً وينتشر القناصة على المباني بينما تمتلئ الشوارع بالجنود والمركبات العسكرية التي تمنع حركة السكان المحليين، حيث تم تعليق الدراسة في جميع المدارس يوم الخميس في دورا بسبب الاقتحام.
وقال عماد أبو هواش، الناشط في مركز فلسطين لحقوق الإنسان، لـ “ميدل إيست آي” أن هذه المداهمات أصبحت تتواصل لفترات زمنية أطول وتمتد لساعات في كل مرة وغالباً ما يتم نهب منازل الفلسطينيين خلالها.
ووفقاً للمركز، فإن معظم المعتقلين يتعرضون للضرب خلال هذه الحملات، فيما تحاول قوات الاحتلال ابتكار أساليب جديدة لإرهابهم.
وتابع أبو هواش: “عادة ما يتم اعتقال الفلسطيني ونقله إلى مركز تحقيق معروف حيث يتم استجوابه، لكن جنود الاحتلال استبدلوا ذلك بهذه الإجراءات المهينة، ويقولون أن لديهم الحق في احتجاز أي شخص لمدة ست ساعات دون الإبلاغ عنه كمعتقل لدى الجيش”.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)