قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتل مواطن فلسطيني كان يخيم في الصحراء قرب الحدود المصرية، ودون سبب واضح، بحسب ما أفادت عائلته، حيث عثر على جثة ياسين أبو رويس البالغ من العمر 18 عاماً، من قرية بير هداج في منطقة النقب، من قبل مسافرين مارين بمنطقة رمال حالوتسا جنوب غرب بئر السبع، بحسب صحيفة “هآرتس”.
في حديث له مع موقع عرب 48 الإخباري، أوضح والد ياسين سليمان أبو رويس بأن ابنه ذهب في رحلة تخييم ليلية مع أصدقائه في منطقة سياحية صحراوية، ليست بعيدة عن قريته، فقال: “مساء الجمعة، انتشرت أخبار وشائعات مفادها أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على شاب من القرية، وبعد دقائق قليلة وصلني خبر ابني ياسين، وأنه قد تم نقله بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع”.
وأضاف: “ذهبت إلى المستشفى على الفور وهناك علمت بوفاته، وقد جاء هذا الخبر بمثابة صدمة لنان فهو خبر مؤلم لم أتوقعه على الإطلاق، ولا أتمنى ذلك لأحد”.
“سهولة استهداف الفلسطينيين من عرب 48 من قبل الجيش، وهذا يدل على السياسة العنصرية تجاه الفلسطينيين في النقب، فهذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها الجيش شابا من القرية” – سليمان أبو رويس- والد الشهيد ياسين
ذكرت صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي اعترف بقتل الشاب رغم أنه لم “يبلغ الجمهور” بذلك، ونقلت عن الجيش أن الجنود الذين يقومون بدورية في المنطقة رصدوا “اثنين من المشتبه بهم في سيارة بالقرب من السياج الحدودي مع مصر، فتم إطلاق النار عليهما أثناء إجراءات اعتقال المشتبه بهم”.
قال مصدر في الشرطة لصحيفة هآرتس، أن الجنود يشتبهون في تورط أبو رويس في التهريب عبر الحدود المصرية، إلا أن سليمان نفى التهمة الموجهة لابنه، مؤكداً أنه كان خارجاً مع أصدقائه.
قال الأب: “الجيش الإسرائيلي يقول إن ياسين كان بالقرب من الحدود المصرية، والشرطة الإسرائيلية تقول إنه كان بالقرب من قاعدة عسكرية، ونحن نصر على قصتنا أنه كان بالخارج مع أصدقائه”، وأضاف: “كان ياسين، ابني الأكبر، يسعى جاهداً لبناء مستقبله، حيث أنهى تعليمه المدرسي وأخذ دورة في لحام الحديد، وكان يعمل في الزراعة، وكان هادئاً وملتزماً بالصلاة، لكن رصاص الجيش سلب منه هذا المستقبل”.
قتل للمرة الثانية
تعد هذه هي عملية القتل الثانية التي قام بها الجيش الإسرائيلي خلال شهرين، حيث هزت المجتمع المحلي في منطقة بير حداج، ووفقاً لصحيفة هآرتس، فقد أطلقت القوات الإسرائيلية النار على جمعة اللوج البالغ من العمر 20 عاماً، وقتلته بالقرب من الحدود المصرية في بداية سبتمبر الماضي.
في تصريحاته لوسائل إعلام محلية آنذاك، أفاد رئيس اللجنة الشعبية في القرية، سليم الدنفري، إلى أن المجتمع يواجه عنصرية متزايدة في ظل الحكومة الحالية، “مما ساهم في سهولة إطلاق النار على العرب في البلاد”، وأضاف: “هذه الأحداث تزيد من الخطر على حياة السكان، خاصة خلال الحرب الحالية، وقد سبق أن جربنا الطريق القضائي في هذه القضايا لكنهم أغلقوا الملفات دون أن ينصفونا”.
أما والد ياسين أبو رويس فأكد أن مقتل ابنه يظهر “سهولة” استهداف الفلسطينيين من عرب 48 من قبل الجيش، “وهذا يدل على السياسة العنصرية تجاه الفلسطينيين في النقب، فهذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها الجيش شابا من القرية”.
وفقاً للتقديرات، يشكل عدد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل حوالي 20% من سكان إسرائيل، وقد تم منحهم الجنسية عام 1948، عندما تم إعلان دولة إسرائيل، لكنهم واجهوا التمييز والعنصرية والحرمان من الحقوق الاقتصادية منذ ذلك الحين.
ويعيش حوالي 300 ألف منهم في منطقة النقب، بما في ذلك 100 ألف يعيشون في 30 قرية غير معترف بها وتفتقر إلى الخدمات العامة الأساسية، بما في ذلك وسائل النقل والطرق والمدارس.
يؤكد المواطنون الفلسطينيون في النقب على أن السلطات الإسرائيلية حاولت إجبارهم على الخروج وتدمير أسلوب حياتهم البدوي على مدى عقود من خلال أساليب مختلفة، بما في ذلك مصادرة الأراضي من الفلسطينيين الأصليين وتحويل أصحاب الأراضي إلى مستأجرين، كما اتُهمت الحكومة الإسرائيلية بمنع السماح بتوسع القرى الفلسطينية وتطويقها بمستوطنات يهودية جديدة