جيش الاحتلال يحرق مدرسة في بيت حانون بعد دخول شاحنات المساعدات 

أضرمت قوات الاحتلال النار في مدرسة كانت تستخدم مأوى للنازحين الفلسطينيين في شمال غزة بعد وصول شاحنات المساعدات إلى المنطقة.

وفي مقاطع نشرت على الإنترنت، شوهدت الشاحنات مصطفة بينما أخذت أعمدة الدخان تتصاعد من مدرسة مهدية الشوا في بيت حانون، وأظهرت مقاطع أخرى آثار الدمار في المدرسة، حيث كانت ألسنة اللهب تلتهم المبنى ومحيطه.

وبحسب قناة الجزيرة، فإن الهجوم على المدرسة وقع بعد أن أمر جيش الاحتلال النازحين الفلسطينيين في البلدة بالتوجه إلى جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء. 

وعلى الرغم من السماح للمساعدات بدخول بيت حانون، إلا أن جيش الاحتلال كثف توغله في البلدة، مما أجبر معظم السكان المتبقين على المغادرة.

وتعيش بيت حانون، التي يسكنها حوالي 7500 شخص، تحت الحصار منذ ما يقرب من 40 يوماً، منذ أن شنت قوات الاحتلال هجومًا جديدًا في شمال غزة.

وأفادت وسائل الإعلام المحلية يوم الثلاثاء أن ثلاث شاحنات مساعدات تحمل مواد غذائية ومياه دخلت المنطقة لأول مرة منذ بدء الحصار. 

وفي الوقت نفسه، قصفت قوات الاحتلال المنطقة، ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وإجبار الباقين على النزوح جنوباً.

وتأتي هذه التقارير بعد أن زعم ​​جيش الاحتلال خلال عطلة نهاية الأسبوع أن حزم المساعدات وصلت إلى شمال غزة، بما في ذلك بيت حانون، مشيرًا إلى أن مساعدات إضافية كانت تدخل الجزء الشمالي من القطاع.

لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية قالت يوم الاثنين أنه لا توجد حاليًا أي خطط جاهزة لإرسال المساعدات إلى شمال غزة.

وبدا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع يلقي باللوم على غياب “القيادة السياسية” في الافتقار الواضح للتخطيط لتسليم المساعدات.

وقال المتحدث: “نظرًا لعدم تلقي أي توجيهات من القيادة السياسية بشأن هذه المسألة، فلا توجد حاليًا أي عمليات تخطيط أو إجراءات مناقصة أو أي التزامات جارية”.

وتابع: “تواصل المؤسسة الدفاعية وستواصل العمل وفقًا لتوجيهات الحكومة فقط وامتثالاً للقانون الدولي”.

وجاءت توضيحات وزارة الدفاع الإسرائيلية ردًا على أسئلة أثارتها ميدل إيست آي حول اقتراح قدمته شركة لوجستية أمريكية لإنشاء مركز لتوزيع المساعدات في بيت حانون شمال غزة.

وخلال الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة مهلة مدتها 30 يومًا، انتهت يوم الثلاثاء، على إسرائيل لتحسين عمليات تسليم المساعدات في كافة مناطق غزة أو مواجهة قيود محتملة على الإمداد العسكري.

وقتلت غارات الاحتلال 22 فلسطينياً على الأقل في أنحاء قطاع غزة يوم الأربعاء، بما في ذلك الهجمات على بيت لاهيا ومدينة غزة في الشمال، والنصيرات في وسط غزة، ورفح في الجنوب.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الثلاثاء أن قوات الاحتلال قتلت أكثر من 2000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في الشمال خلال الأيام الثمانية والثلاثين الماضية.

وألقى إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي، باللوم على الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية في ما يجري على الأرض، قائلاً إنهم “شركاء في سياسة التجويع والإبادة الجماعية”.

وأضاف أن إسرائيل ضللت العالم وجعلته يعتقد أنها “تقدم المساعدات وتقيم المستشفيات الميدانية وتوسع المناطق الإنسانية”، لكنها قصفت المناطق الآمنة، مما أسفر عن استشهاد وجرح عدد كبير من الناس.

كما أشار الثوابتة إلى أن قيود الاحتلال على الوصول إلى المساعدات “تؤجج الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل غير مسبوق”.

هذا وانتقدت منظمات الإغاثة الدولية في تقرير مكون من 19 صفحة الافتقار إلى المساعدات في الشمال وفشل الاحتلال في تلبية المبادئ التوجيهية التي حددتها الولايات المتحدة بشأن توزيع المساعدات.

وقالت مجموعة من ثماني منظمات تضم أوكسفام، وإنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، “إن إسرائيل لم تفشل فقط في تلبية المعايير الأمريكية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير، وخاصة في شمال غزة”.

وحذرت لويز ووتريدج، مسؤولة الطوارئ الرئيسية في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، في مؤتمر صحفي من عدم السماح بدخول أي طعام إلى الشمال لأكثر من شهر.

وقالت: “الناس هنا يحتاجون إلى كل شيء، إنهم يحتاجون إلى المزيد، هذا ليس كافٍ”.

ورداً على سؤال حول ما هو متوقع من الولايات المتحدة بعد الموعد النهائي من المهلة التي منحتها لإسرائيل لتوزيع المساعدات قالت واتريدج : “الآن فات الأوان بالفعل، لقد قُتل آلاف الأشخاص بلا معنى، لقد قُتلوا بسبب نقص المساعدات، ولأن القنابل استمرت ولأننا لم نتمكن حتى من الوصول إليهم تحت الأنقاض”.

وأصدرت لجنة مراجعة المجاعة يوم الجمعة تنبيها نادرا، محذرة من احتمال قوي للمجاعة الوشيكة في أجزاء من شمال غزة وسط الحصار الإسرائيلي والهجوم الجديد.

وأشار تقرير صادر في وقت سابق من هذا الأسبوع عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوصول الإنساني إلى غزة، وخاصة في الشمال، كان “محدودا للغاية”.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن تسع محاولات فقط من أصل 98 محاولة مسجلة لتحركات منسقة للمساعدات إلى شمال غزة عبر نقطة التفتيش على طول وادي غزة، تمكنت من الوصول إلى المنطقة دون مشاكل.

وعلاوة على ذلك، ارتفع معدل رفض طلبات تسهيل المساعدات الإجمالية في غزة إلى 43% في الأشهر الأخيرة، مع قيام جيش الاحتلال بعرقلة 16% أخرى.

مقالات ذات صلة