استشهد 25 فلسطينياً هم كامل أفراد عائلتين من آل الكحلوت في غارة جوية للاحتلال استهدفت مبنى سكنيا في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وذكرت مصادر طبية في غزة أن إجمالي عدد شهداء الغارات خلال اليومين الماضيين بلغ 34 فلسطينياً على الأقل فيما أصيب عدد آخر بجراح.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني لـ “ميدل إيست آي” أن الغارة على بيت حانون وقعت حوالي الساعة الثامنة مساء يوم الاثنين.
وأوضح بصل: “استهدفت قوات الاحتلال منزلا متعدد الطوابق في بيت حانون يعود لعائلة الكحلوت وحتى الآن تم التعرف على 16 شخصاً وتم انتشالهم من تحت الأنقاض”.
وأشار بصل إلى أنه “بقية الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض”، مضيفا: “حتى الآن يحاول السكان إخراج جثث خمسة أطفال وخمس نساء على الأقل”.
وأفادت الدفاع المدني أن أغلب الشهداء من نفس العائلة.
وأظهرت صور تم تداولها على الإنترنت، ولم تتمكن رويترز من التحقق منها بشكل مستقل، جثثًا يتم دفنها في مقبرة جماعية واحدة في البلدة.
وقال بصل: “نشهد دماراً غير مسبوق في شمال غزة، بما في ذلك بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، بسبب غارات الاحتلال الجوية المستمرة، والتي خلفت مئات الشهداء وتسببت في حصار أعداد لا حصر لها تحت الأنقاض”.
وأضاف: “مع انقطاع الاتصالات، لا تصل سوى معلومات قليلة من هذه المناطق، ولا يزال المدى الكامل للدمار غير معروف إلى حد كبير”.
“الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك النظام الصحي، هي جزء من استراتيجية إسرائيلية عامة لاستنزاف الخدمات المتبقية في غزة” – محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني
وحذر بصل من أن العديد من الحوادث تمر دون الإبلاغ عنها، وخاصة في الجزء الشمالي من غزة، بسبب ندرة أجهزة التواصل والإنترنت والتصوير.
وسبق أن تعرضت المنطقة التي تقيم بها عائلة الكحلوت للعديد من الغارات، مما أدى إلى فقدان الآلاف من الأرواح.
وقال بصل أن التقارير وثقت استشهاد أكثر من 3700 فلسطيني، ودفن العديد منهم تحت الأنقاض أو تركهم في الشوارع، وتسجيل عدد منهم في سجل المفقودين، فيما لا يزال مصير العديدين غير معروف.
ولفت بصل إلى أن الوضع “أصبح مزرياً، ففي ظل ندرة الإمدادات الغذائية والطبية يواجه السكان النزوح والمجاعة المنهجية”.
وقال: “بصرف النظر عن المجازر، هناك تجويع وتهجير منهجي مستمر للسكان على يد الاحتلال”
وكانت غارة جوية أخرى قد استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة، مما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
كما استشهد فلسطينيان آخران في غارة جوية على رفح جنوب القطاع.
وقال سكان محليون أن القوات الاحتلال البحرية اعتقلت ستة فلسطينيين من قارب صيد على ساحل دير البلح أثناء محاولتهم التوجه إلى مياه البحر الأبيض المتوسط في وقت سابق من يوم الثلاثاء.
وحذر مسؤولون صحيون من التأثير الوخيم لنقص الكهرباء والموارد الناجم عن حصار الاحتلال لشمال غزة الذي تجاوز فترة الشهرين حتى الآن.
ويواجه مستشفى كمال عدوان في شمال غزة تحديات أيضا ، حيث أفاد مدير المستشفى حسام أبو صفية أن إمدادات الكهرباء والمياه والأكسجين قد انقطعت، وأن القصف أدى إلى إصابة 112 مريضاً بينهم 6 في حالة حرجة و14 طفلاً، كما ألحق أضراراً هيكلية بالمبنى.
واستشهد محمد خليفة، لاعب كرة القدم الشاب من نادي الهلال بغزة، خلال غارات الاحتلال على مخيم النصيرات.
من جهته، أصدر الاتحاد الدولي للصحفيين تقريرًا يوم الثلاثاء وصف فيه عام 2024 بأنه “عام دموي بشكل خاص” حيث قتل 104 صحفيين في جميع أنحاء العالم، أكثر من نصفهم استشهدوا في قطاع غزة، وكان الاتحاد قد أفاد سابقًا بمقتل 129 صحفيًا في عام 2023.
ووصف الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر عام 2024 بأنه “أحد أسوأ الأعوام” بالنسبة لمحترفي الإعلام، وأدان “المذبحة التي تجري في فلسطين أمام أعين العالم أجمع”.
وصرحت وزارة الخارجية القطرية يوم الثلاثاء أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار المحتمل في غزة مستمرة لكنها أكدت أنه من السابق لأوانه الإعلان عن أي تقدم.
في غضون ذلك، كثفت قوات الاحتلال عملياتها في شمال غزة، وأظهرت مقاطع فيديو تم التقاطها من مسافة بعيدة عشرات الرجال، الذين تم توقيفهم بملابسهم الداخلية بالقرب من مدرسة عواني الحرثاني التابعة للأمم المتحدة.
ووفق ما ورد فقد كان هؤلاء يخضعون للاعتقال من قبل قوات الاحتلال كجزء من عملية التطهير العرقي المستمرة في بيت لاهيا.