كُشف النقاب عن هوية المواطن الأمريكي الذي تم إطلاق سراحه من السجون السورية ويُدعى ترافيس تيمرمان.
وكان تيمرمان قد ظهر في مقطع فيديو انتشر على الإنترنت عند إطلاق سراحه هذا الأسبوع، الأمر الذي أثار تكهنات أولية بأنه الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي يُعتقد أنه معتقل في سجون نظام الأسد منذ عقد من الزمان.
وتم الوصول إلى تيمرمان (29 عاماً) في زنزانة كان يحتجز بها في سجن في الذيابية هذا الأسبوع، حيث قال أنه اعتقل لمدة سبعة أشهر بعد عبوره إلى سوريا من لبنان.
وأوضح أن كان حاجًا مسيحيًا وعومل بشكل جيد خلال الأشهر السبعة التي قضاها في السجن وأنه علم بالأخبار حول الإطاحة ببشار الأسد يوم الاثنين، عندما قام رجلان بتحطيم باب زنزانته بالمطارق مما أيقظه من النوم.
وأضاف: “اعتقدت أن الحراس ما زالوا هناك، وأن الحرب ربما أصبحت أكثر اشتعالاً مما كانت عليه مؤخراً، وبمجرد خروجنا لم تكن هناك مقاومة ولم يكن هناك قتال حقيقي”.
أما تايس، الذي ظن الكثيرون أنه الأمريكي الذي تم تخليصه من سجن الذيابية بعد ظهور تيمرمان في الفيديو، فهو جندي مشاة بحرية أمريكي سابق، كان يعمل في سوريا كمصور صحفي مستقل.
كان تايس يراسل وكالة فرانس برس ومكلاتشي نيوز وواشنطن بوست وسي بي إس، وغيرها من المؤسسات الإخبارية ويزودها بالصور عندما اختفت آثاره بعد احتجازه على نقطة تفتيش بالقرب من دمشق في 14 أغسطس/آب 2012.
ونفت حكومة الأسد أي علم لها بمكان وجود تايس، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا طوال العقد الماضي إنهم يعتقدون أنه على قيد الحياة وفي سوريا.
وعلى الرغم من أن مكان وجود تايس لا يزال غير معروف، فقد أكدت إدارة بايدن مؤخرًا أنها تعتقد أنه على قيد الحياة، وقالت عائلة تايس إنها تأمل في عودته سالمًا إلى الولايات المتحدة.
وحمّل متحدث باسم القيادة الجديدة في سوريا حكومة الأسد السابقة مسؤولية معاملة تايس، مضيفا أن السلطات السورية لا تزال تبحث حاليا عن الأميركي في جميع سجون البلاد.
وقال عبيدة الأرناؤوط، المتحدث الرسمي ورئيس قسم الشؤون السياسية في الحكومة السورية المؤقتة، لشبكة إن بي سي نيوز في مقابلة يوم الأربعاء: “نحمل بشار الأسد ونظامه الإجرامي مسؤولية عواقب اختفاء أوستن وألم الفراق والدموع لدى والدته”.
وأضاف: “حاولنا قدر الإمكان العثور على معلومات عن أوستن وإعادته إلى والدته، لكننا لم نصل إلى أي نتيجة”.
ويأتي البحث عن تايس بعد السقوط السريع لحكومة الأسد إثر الهجمات المتجددة لثوار سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، حيث دخل الثوار دمشق في غضون 11 يومًا، وفر الأسد وعائلته من البلاد، سعياً للحصول على اللجوء في موسكو.
ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق سراح الآلاف من السوريين والأجانب من سجون سوريا في جميع أنحاء البلاد، وكشفت مقاطع الفيديو عن الظروف المروعة لهذه السجون في ظل حكومة الأسد.