أكدت شبكة CNN هوية الرجل الذي كانت قد قابلته على أنه أسير تم تحريره من سجن صيدنايا، موضحة أنه كان في الواقع ضابطاً في مخابرات القوات الجوية السورية ويدعى سلامة محمد سلامة.
وكانت الشبكة قد تعرضت لانتقادات واسعة الأسبوع الماضي بعد نشرها مقطع فيديو لمراسلتها الدولية الرئيسية، كلاريسا وارد، برفقة مسلح من المعارضة السورية أثناء العثور على شخص في زنزانة في سجن “سري” في دمشق تم تعريفه وقتها بأنه أسير من المعارضة.
وظهرت وارد في الفيديو وهي تجوب السجن بحثًا عن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفت آثاره في سوريا في أغسطس/آب 2012، حيث وصلت خلال تجولها إلى “الزنزانة الوحيدة المقفلة” لتجد داخلها رجلاً مختبئًا تحت بطانية.
وفور اكتشافه، عرّف (الأسير المزعوم) عن نفسه بأنه “مدني” يدعى عادل غربال، وزعم بأنه مقاتل في صفوف المعارضة من حمص، وادعى أنه تم اعتقاله قبل ثلاثة أشهر ونقله إلى السجن قبل أيام من الإطاحة بالرئيس الهارب بشار الأسد.
وبعد أن أثيرت تساؤلات حول صحة المشاهد، أطلقت شبكة CNN تحقيقاً في هوية الرجل وأكدت أنه كان يعمل ملازماً في إدارة المخابرات الجوية التابعة للأسد.
وقالت الشبكة أنه تم التأكد من هوية سلامة باستخدام برنامج التعرف على الوجه في صورة قدمها أحد سكان حي البياضة في حمص لرجل يرتدي زياً عسكرياً كان يجلس على مكتب في منشأة حكومية.
اتهامات بالتضليل
وحددت شبكة التحقق من المعلومات السورية Verify-sy الرجل لأول مرة باسم سلامة بعد البحث في السجلات العامة عن اسم “عادل غربال” للتحقق من اعتقاله، دون أن يتم العثور على نتائج.
كما تحدثت الشبكة إلى سكان حي البياضة، الذين تعرفوا على سلامة وقالوا بأنه كان المسؤول عن نقطة تفتيش أمنية سيئة السمعة بسبب انتهاكاتها.
“كان سلامة المعروف باسم أبو حمزة يدير عدة نقاط تفتيش في حمص وكان متورطًا في السرقة والابتزاز وإرغام السكان على التخابر” – شبكة التحقق من المعلومات السورية Verify-syنقلاً عن سكان منطقة البياضة
وأفاد السكان أن اعتقال سلامة الأخير تم على يد ضباط أعلى منه رتبة بسبب نزاع حول “تقاسم الأرباح من الأموال التي تم ابتزازها من الأهالي”.
كما وجدت شبكة Verify-sy أن سلامة شارك في العمليات العسكرية في حمص عام 2014، حيث أفادت عائلات العديد من الضحايا والمعتقلين السابقين أنه احتجز وعذب العديد من الرجال في المدينة بتهم ملفقة.
وقالت الشبكة في بيان لها: “بصفتنا سوريين أولاً وصحفيين ثانيًا، يجب أن نسأل: هل تعمدت قناة CNN تضليل جمهورها لإعادة تأهيل صورة أبو حمزة، أم أنها وقعت ضحية لمعلومات مضللة؟”.
وأضافت: “وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي دفع الشبكة إلى هذا الخطأ، خاصة وأن السوريين نجحوا في فضح الجرائم والانتهاكات التي فشل العالم أجمع في توثيقها على مدى عقود؟”
وبعد أسبوع من الإطاحة بحكومة الأسد، أفادت إحدى أبرز منظمات حقوق الإنسان في سوريا أن نحو 100 ألف مفقود هم على الأرجح في عداد الموتى.
ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن نحو 136 ألف شخص إما اعتقلوا أو اختفوا قسراً من قبل حكومة الأسد، مؤكدة أنه ومنذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار 2011، تم اعتقال أو إخفاء أكثر من 157 ألف شخص قسراً، بما في ذلك 5274 طفلاً و10221 امرأة.