منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، سرت التكهنات حول الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وعدد الذين سيشملهم الاتفاق.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ صباح الأحد، وسيشهد في ساعة متأخرة منه إطلاق سراح 33 إسرائيلياً من غزة مقابل مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
لكن العدد الدقيق للفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مازال غير واضح، حيث لم يتم الإعلان عن النص الرسمي للصفقة بعد.
وسيعتمد العدد النهائي أيضًا على عدد الإسرائيليين الـ 33 الذين ما زالوا على قيد الحياة، حيث تشير التقارير إلى أن عددهم يبلغ 25 على الأقل.
وبالإضافة إلى ذلك، سيختلف عدد الفلسطينيين المفرج عنهم بناءً على هويات أولئك الذين يتم تبادلهم، حيث سيتم تبادل المجندات بعدد مختلف من الأسرى الفلسطينيين عما هو عليه في حالة الأسيرات الإسرائيليات المدنيات.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نحو 1900 فلسطيني قد يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
ووفقاً لتقديرات فلسطينية وإسرائيلية، فإن الاحتلال يحتجز أكثر من 13 ألف فلسطيني، بما في ذلك من تم اعتقالهم خلال الغزو الأخير لغزة.
ومن بين 1900 أسير من المتوقع إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، هناك نحو 1167 مدنياً محتجزين من غزة، وسيتم تبادلهم مقابل رفات بعض الأسرى الإسرائيليين الذين فارقوا الحياة.
ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية يوم السبت قائمة بأسماء 734 أسيراً فلسطينياً آخر تشمل 230 من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وبعضهم من الشخصيات البارزة المحتجزة منذ التسعينيات.
وقد احتجز العديد من هؤلاء الأسرى منذ ما قبل توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993 وقضوا عقودا خلف قضبان سجون الاحتلال.
وتضم القائمة أسرى من فصائل فلسطينية مختلفة، فضلا عن المعتقلين من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وذكر مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس أن المرحلة الأولى ستشمل الإفراج عن 296 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد، والعدد الأكبر منهم من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، حيث يقبع في سجون الاحتلال نحو 600 أسير محكوم بالسجن المؤبد.
وأوضح المكتب أن القوائم التي تنشرها وزارة العدل الإسرائيلية قابلة للتغيير وفقاً لعدد الجنود الإسرائيليين الذين قد تطلق حماس سراحهم.
ودعا المكتب إلى توخي الحذر في التعامل مع القوائم الإسرائيلية، ونصح بالاعتماد على القوائم الرسمية التي تصدرها الحركة.
أسرى بارزون
ومن بين الأسرى الذين أدرجتهم وزارة العدل الإسرائيلية عمار الزبن وعبد الناصر عيسى وكلاهما من نابلس ويقضيان أحكاماً بالسجن المؤبد عدة مرات، وكذلك سليم حجة من نابلس، والذي يقضي 16 حكماً بالسجن المؤبد.
وتضم القائمة أيضاً ثلاثة أسرى شاركوا في عملية الهروب الشهيرة من سجن جلبوع في سبتمبر/أيلول 2021، ومن بينهم زكريا الزبيدي، وهو شخصية بارزة من مخيم جنين.
ولد الزبيدي عام 1976، وهو معروف بقيادته لكتائب شهداء الأقصى وقد لفتت محاولته للهروب مع خمسة أسرى آخرين من السجن الانتباه العالمي وأصبحت رمزًا للمقاومة لدى لعديد من الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر إطلاق سراح العديد من الأسرى الذين أعادت قوات الاحتلال اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.
وأحد أبرز الأسرى هو نائل البرغوثي، 67 عامًا، من كوبر بالقرب من رام الله، والذي يُعرف بأنه أقدم أسير سياسي فلسطيني.
اعتُقل البرغوثي عام 1978 وقد كان يبلغ من العمر وقتها 20 عامًا وقضى 34 عامًا في السجن قبل إطلاق سراحه كجزء من صفقة شاليط عام 2011، وأعيد اعتقاله عام 2014 وأعيد فرض عقوبة السجن المؤبد الأصلية عليه عام 2015.
وستشمل المرحلة الأولى من التبادل أيضًا إطلاق سراح النساء والأطفال، رغم أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم تضمين جميع القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
أما خالدة جرار، 63 عامًا، وهي قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فهي أيضاً من بين الرموز الذين سيتم إطلاق سراحهم، وهي محتجزة إداريًا منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 وتعاني من عدة مشاكل صحية، وقد تم اعتقالها عدة مرات وتم رفض السماح لها بحضور جنازة ابنتها سهى عام 2021.
وأعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل يوم الأربعاء، وخلال المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوماً، سوف تتوقف الأعمال العدائية، وتنسحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة، وتتدفق المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب، ويتم خلالها تبادل الأسرى.
كما سيتم خلال هذه الفترة التفاوض على تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة والتي ستشمل وقفاً دائماً للأعمال العدائية، وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة، وجهوداً لإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى الإسرائيليين الـ 65 المتبقين مقابل الأسرى الفلسطينيين.