زعم وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أنه تلقى تأكيدات بأن الحرب على غزة ستستمر وأن دولة الاحتلال ستشن عملية “استيلاء تدريجي على قطاع غزة بأكمله”.
وفي بيان له يوم السبت، انتقد الوزير اليميني المتطرف اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حكومة بنيامين نتنياهو يوم الجمعة، وقال إن نتنياهو “قرر إعطاء الضوء الأخضر لصفقة سيئة وكارثية”.
وكان سموتريتش ونواب حزبه “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف قد صوتوا ضد اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه بقي في الحكومة بعد أن وافق نتنياهو على عدد من مطالبه.
وأوضح سموتريتش أن حزبه لم يتمكن من منع إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه تمكن عبر مجلس الوزراء وعبر “طرق أخرى” من ضمان ألا تنتهي الحرب دون تحقيق الأهداف الكاملة لإسرائيل، وأهمها “التدمير الكامل لحماس في غزة”.
وادعى سموتريتش أن حزبه طالب وحصل على التزام بتغيير أسلوب الحرب كلياً “من خلال الاستيلاء التدريجي على قطاع غزة بالكامل، ورفع القيود المفروضة علينا من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والسيطرة الكاملة على القطاع، حتى لا تصل المساعدات الإنسانية إلى حماس كما كانت حتى الآن”.
ويبدو أن تصريحات سموتريتش تتناقض بشكل صارخ مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، والذي نشر نصه موقع ميدل إيست آي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وحدد الاتفاق أن المرحلة الأولى ستشمل تبادل الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، وعودة المدنيين الفلسطينيين النازحين داخليًا إلى منازلهم في شمال غزة، ونقل المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين الجرحى إلى مصر عبر معبر رفح.
وسوف يتضمن ذلك أيضاً انسحاب قوات الاحتلال إلى عمق 700 متر على طول الحدود بين إسرائيل وغزة.
أما المرحلة الثانية، والتي سيتم فيها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، فلا تزال قيد المناقشة.
وسوف يتبع ذلك مرحلة ثالثة، لم يتم مناقشتها بعد أيضاً، حيث سيعيد الجانبان جثث الأسرى القتلى، وسيتم الإعلان عن خطة لإعادة إعمار غزة مدتها من ثلاث إلى خمس سنوات بإشراف الجهات الفاعلة الدولية.
“غزة مدمرة ومتفككة وغير صالحة للسكن وستظل على هذا النحو، لا تنبهروا بتظاهر عدونا بالفرح، هذا مجتمع حيواني يقدس الموت، وقريبًا جدًا، سنمحو ابتسامتهم مرة أخرى ونستبدلها بصرخات الحزن ونحيب أولئك الذين لم يتبق لهم شيء”. – بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي
وقال نتنياهو في خطاب مصور يوم السبت إن إسرائيل ستواصل حربها على غزة “بطرق جديدة وقوية” إذا ثبت أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار “غير مجدية”.
وأضاف: “أعطى الرئيس دونالد ترامب والرئيس بايدن دعمًا كاملاً لحق إسرائيل في العودة إلى القتال إذا خلصت إلى أن المفاوضات بشأن المرحلة ب غير مجدية”.
وزعم أن دولة الاحتلال لن ترتاح حتى “تكتمل جميع أهداف حربها”، بما في ذلك إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
من جهته، أعلن حزب القوة اليهودية بزعامة الوزير اليميني المتطرف إيتامار بن غفير أن نوابه سيقدمون خطابات استقالة من الحكومة يوم الأحد احتجاجًا على الصفقة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قوات الاحتلال قتلت 23 فلسطينيا على الأقل في غزة خلال اليوم الماضي، قبل بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد الشهداء في غزة بسبب عدوان الاحتلال إلى 46899 أغلبهم من النساء والأطفال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.