أعادت جامعة هارفارد استثمار 150 مليون دولار في شركة Booking Holdings للسفر والتي تعرضت لانتقادات وإجراءات قانونية لأنها تدرج مواقع في مستوطنات الاحتلال غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة على قوائم رحلاتها.
ووفقاً للإيداعات الأخيرة الخاصة بالربع الثالث لصندوق الجامعة في عام 2024، والتي أوردتها صحيفة هارفارد كريمسون التي يديرها الطلاب يوم الثلاثاء، أعادت شركة هارفارد مانجمنت استثمار الأموال في شركة Booking Holdings لأول مرة منذ خمس سنوات.
وتعود آخر مرة استثمرت فيها الجامعة في شركة السفر المذكورة إلى عام 2019، وفقًا لصحيفة هارفارد كريمسون، حيث باعت الجامعة كامل تلك الأسهم بعد بضعة أشهر من ذلك الوقت.
وتأتي إعادة الاستثمار بعد عام من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة هارفارد بشأن عدوان الاحتلال على غزة والتي تركز مطلبها الرئيسي على ضرورة أن تتخلى الجامعة عن أي مصالح مالية في الشركات المستفيدة من الحرب على غزة واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
يذكر أن قادة الطلاب في كلية الحقوق وكلية اللاهوت وكلية الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد، اتخذت قرارات تحث صندوق الجامعة على سحب استثماراته من أي شركات “تساعد الاحتلال غير القانوني المستمر لفلسطين”.
وعلى مدار السنوات العديدة الماضية، واجهت شركة Booking.com، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة Booking Holdings، إشكاليات قانونية ، بما في ذلك العام الماضي عندما قدمت مجموعة حقوق إنسان شكوى جنائية ضدها بتهمة “جرائم حرب” محتملة، زاعمة أنها استفادت من القوائم في المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تعتبر المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأراضي داخل الضفة الغربية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي.
غير أن شركة Booking.com نفت هذه الادعاءات، قائلة إنه لا توجد قوانين تحظر القوائم في المستوطنات الإسرائيلية وأن القوانين الأمريكية في العديد من الولايات من شأنها أن تهدد أعمال الشركة إذا سحبت استثماراتها من المنطقة.
وبعد نهاية الفصل الدراسي الربيعي لعام 2024 في جامعة هارفارد، ذكرت صحيفة هارفارد كريمسون أن الجامعة عرضت على المنظمين اجتماعًا للحديث عن قضية سحب الاستثمارات، لكن رئيس الجامعة آلان جاربر رفض منح الطلبة الحق في تفحص استثمارات الجامعة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت جامعة هارفارد على قبول تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست المثير للجدل لمعاداة السامية بعد تسوية دعوى قضائية من طلاب يهود اتهموا طلابًا آخرين بالتحرش بهم خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين العام الماضي.
وقالت هارفارد أيضًا إنها ستقدم تدريبًا على “مكافحة معاداة السامية” وأن مكتبها للسلوك المجتمعي سيدمج تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست عند مراجعة شكاوى التمييز.
وتأتي هذه الخطوة من جانب هارفارد في أعقاب تدابير مماثلة أخرى نفذتها جامعات أمريكية رائدة لمنع أي انتقاد للصهيونية، حيث أعلنت جامعة نيويورك في أغسطس/آب 2024، أن الصهاينة “طبقة محمية”.
وخلال العام الدراسي الماضي، تبنت الجامعات تدابير أكثر صرامة تهدف إلى الحد من أي احتجاجات ضد الاحتلال، بما في ذلك إصدار إرشادات جديدة للخطاب ودمج تكتيكات المراقبة ضد منظمي الطلاب.
وفي الوقت نفسه، هددت إدارة ترامب بترحيل الطلاب الدوليين الذين شاركوا في أعمال مؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعي.